آراء حرة

02:15 صباحًا EET

إبراهيم القاضي يكتب: حزب النور وممثلات الجنس خارج نطاق الزواج!

تسعى النظم المستبدة  للتكريس لسلطتها عبر وسائل عدة،من أجل السيطرة الذهنية وربما الجسدية على الجماهير،حتى تضمن لنفسها البقاء طويلا فوق كرسي السلطة.. عبر بناء أذرع قوية لها قادرة على التغلغل بين الناس،ولابد لهذه الأذرع أن تكون متنوعة،لتصل إلى العدد الأكبر،فتقدم تلك الأنظمة على إنشاء أحزاب تعلق اللافتات المدنية،وأحزاب تعلق اللافتات الليبرالية ،وأخرى تعلق اللافتات الاشتراكية،لتنشىء مجالا سياسيا وهميا فيه حيز درامي من الاختلاف بين تلك الأحزاب الشقيقة ابنة النظام نفسه،لتوهم الخارج “لا الداخل فالداخل لايهم” بأن البلاد تنعم بحياة ديمقراطية سليمة.
لكن في بلاد يختلط فيها الديني بالسياسي،يبقى من الضروري لكي تكتمل الصورة،أنتسعى الأنظمة للسيطرة على المؤسسات الدينية التي من المفترض أنها تتميز بالاستقلالية،فتزرع من يدينون لها بالولاء في المناصب القيادية،وبالتالي لا تتوانى تلك القيادات الممتنة للزعيم صاحب الفضل عليها،عن التصدي للدفاع عنه وإصدار فتاوي تهاجم معارضيه وتخرجهم عن الملة إن تمادوا في كفرهم”معارضتهم”..
وكان ذلك التكتيك المتبع يبدو فعالا ،قبل انتشار وسائل الاتصالات الحديثة التي جعلت الشعوب وبخاصة الشباب أكثر انفتاحا  على العالم،فما العمل إذن ؟ المؤسسات الدينية الرسمية ،لم تعد تلقى القبول عند كثير من العامة،ولا تقوم بدورها الرئيسي في عملية التنويم السياسي للشعب،ثمة فجوة تزداد يوما بعد يوم،وخاصة وهناك جماعة معارضة تستخدم الدين هي الأخرى كمطية،الحل بسيط لابد من تنويع الأذرع الدينية لتواجه تلك الجماعة ،وتستقطب الزبون السياسي المتدين لديها..إذا كانوا تجارا،فنحنالشهبندار!
الحل في حزب النور السلفي،أناس  لهم زيهم  المميز، إذا خطب أحدهم  الجمعة في مسجد زحفت إليه الجماهير من كل حدب وصوب كأنه يوم الحشر.. هم فقط لا غيرهم من يستطيعون القيام بتنويم سياسي فعال للشعب وصرف أنظار الناس عن المطالبة بكلمات والعياذ بالله كفرية”كالحرية والعيش والكرامة الإنسانية “..هؤلاء سوف ينقضون على عقول العامة الذين لم تستطع المؤسسة الرسمية كسبهم،كما تنقض الذئاب الجائعة على فريستها،فهم أبناء مهذبون لأجهزتنا الأمنية،ولا يمكنهم السعال قبل الاستئذان منا.

لابد للسيناريست البارع من حبكة درامية جيدة،حتى لا يكشف المشاهد الأحداث،وبالتالي موت الدراما..فيعمل على إعطاء هؤلاء الكومبارساتحيز متفق عليه من الحرية على خشبة المسرح،كأن هناك استقلالية في القرار،فينبري قادة الحزب من المشايخ الأجلاء للدفاع عن الدين،في وجه هؤلاء الذين يروجون للأفكار الشاذة الكفرية،كالخروج والعياذ بالله على الحاكم ،وتسمع أحدهم يهاجم نجيب محفوظ هجوما شديدا، لأن رواياته كلها “قلة أدب”..وليس ثمة مانع من بعض الإثارة للإلهاء عن القضايا الوطنية الهامة كتيران وصنافير، التي من المؤكد أنهم سيدافعون بالروح والدم عن سعوديتهما!

وكما تقوم بعض الممثلات الذين اختارهن النظام بعناية،بدورهنمن أجل إغراق العامة،في قضايا تافهة مثل”كم مرة ارتديت المايوه؟ وهلمارستي الجنس خارج نطاق الزواج ؟..يقوم مشايخ حزب النور زملاء تلك الممثلات في خطة الإلهاء بدورهم على أحسن وجه، وإلا فسيادة أمين الشرطة المسئول عنهم سوف يوريهم النجوم في عز الظهر،وتجد مولانا يجتهد في الإجابة عن سؤال من أحدهم،هل مضاجعة القرد حرام يا فضيلة الشيخ؟ وتدور مناقشات وحوارات أشهر عدة  حول تلك القضية الشائكة بين المشايخ.. بينهم من يفتيواجبة،ومن يقول مستحبة ,وآخر لايجوز شرعا..وما أن تنتهي قضية القرد حتى نفاجأ بإشكالية أخرى ، ماذا لو حمل القرد؟ وتتوالى اجتهادات “العلماء الربانيين” زعماء خطط الإلهاء في تلك القضية حديث الساعة،ولا يصلون إلى رأي بات، فالمخرج لايريد لكومبارسات المسرحية أن يكتبوا لها نهاية،لأجل التشويق والإثارة وصرف نظر العامة عن كل ماهو مفيد،كمستقبل الوطن وحرية وكرامة وعيش أهله المنكوبين بمثل ذلك الحزب ،الذي يمثل شوكة في خصر بلدهم.
إبراهيم القاضي عضو اتحاد كتاب مصر

التعليقات