تحقيقات

01:59 مساءً EET

«واشنطن بوست»: هل تلعب عمان دور الوسيط في حل الأزمة الخليجية- القطرية؟

«عمان هي الوسيط في حرب اليمن.. هل يمكن أن تلعب الدور نفسه في الأزمة الخليجية- القطرية؟»، تساؤل طرحته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في تقريرها اليوم، موضحة أنه رغم أن عمان كانت مفاوضة أقل وضوحا من الكويت، فقد نشطت مسقط في جهود الوساطة في أزمة مجلس التعاون الخليجي، وبات التساؤل المهم الآن هو هل يمكن لعمان أن تواصل تجنب الانخراط في هذا الصراع، وهل سيسمح حيادها بالتحكيم بفعالية؟

الصحيفة الأمريكية أوضحت أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تحدث، الثلاثاء، مع السلطان قابوس بن سعيد بعد زيارة لوزير الدولة للشئون الخارجية العماني إلى واشنطن.

وأشارت إلى أن دور عمان في الحرب في اليمن يقدم نظرة ثاقبة على إمكاناتها للتوسط في أزمة قطر، موضحة أن الأوضاع في
مسقط تشير بوضوح إلى أنها استفادت من العزلة الاقتصادية والسياسية في قطر، ورغم ذلك فإن قدرة عمان على متابعة هذه الفرص بشكل كامل لا يمكن اعتبارها بمعزل عن جهودها المستمرة للتوسط في السلام في اليمن، ولا عن البيئة الاقتصادية المحلية.

يصف العمانيون سياستهم المتعلقة بالحياد السياسي بأنها طويلة الأجل وأساسية، لكن من الواضح من أداء عُمان السابق أن هذه ليست مجرد إستراتيجية سلبية، بحسب الصحيفة، التي أوضحت أنه مع وجود تاريخ موثق لمسقط كوسيط بين دول الخليج العربي، وإيران والولايات المتحدة، عملت عمان كقناة خلفية للاتفاقات الإقليمية الكبيرة والصغيرة. وأشارت إلى أنه منذ بدء الحرب في اليمن قبل سنتين، تفاوضت عمان على إطلاق سراح الرهائن، وكان ذلك بمثابة تعاون مع إيران، وساعدت في إجلاء الدبلوماسيين الأميركيين واستضافة محادثات السلام.

الصحيفة الأمريكية ترى أنه رغم أن عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن قد توقفت تماما، إلا أن مسقط لديها بعض الخيارات التي تفتقر إليها الأمم المتحدة، رغم التكوين الذي ترتكز عليه المنظمة وديناميات القوة بين أعضائها.

ووفقا للصحيفة، تتجلى مرونة عمان في استعدادها لاستضافة مختلف الفصائل اليمنية في مسقط، لاسيما ممثلي الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس السابق على عبدالله صالح. كما أرسلت عمان ممثليها إلى الرياض للالتقاء بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دولياً وأعضاء التحالف الذي يدعمها.

وبشكل غير رسمي، يجد اليمنيون خارج الفصائل المتحاربة كذلك آذانا صاغية في مسقط. وهذا يعني أن العمانيين لديهم إحساس راسخ بسير الحرب وتكاليفها على المقاتلين والمدنيين على السواء ومخاطرها على المنطقة، وفقا للصحيفة.

مساعي مسقط لحل الأزمة تواجه قيودا عدة، بحسب «واشنطن بوست»، أبرزها مساعي الإمارات إلى السيطرة على الأراضي والنفوذ في الجنوب كمحاولة لمنافسة الاستثمارات التي تمولها الصين في مشروع الميناء العماني بالدقم، أو بشكل عام لتطويق السلطنة بشكل استراتيجي.

وأوضحت أن اقتصاد الخليج يعتمد بشكل كبير على النقل، لذلك ليس من المستغرب أن التحركات الإماراتية جنوبي اليمن قد تهدد عُمان، لكن أزمة قطر كانت أيضاً نعمة للموانئ العمانية.

الصحيفة الأمريكية ترى أن التزام عمان بالحياد في صراعين خليجيين متزامنين، أحدهما عسكري، والآخر دبلوماسي واقتصادي، قد يكون أكبر من قدرتها على تحمله على المدى الطويل.

ونظرا لوضع عُمان الاقتصادي الضعيف، يمكن للسعودية والإمارات محاولة تأمين دعمهما في حصار قطر من خلال التهديد بفرض العزلة الاقتصادية من جانبهما على عمان، وعدم حدوث هذا حتى الآن، يدعم التصورات العمانية بأنه قد يتم انتقاد حيادها علنا، ​لكنه لا يزال ذا قيمة خاصة كقناة خلفية أساسية.

ومن بين الأزمتين، تعتبر أزمة اليمن الأكثر تأثيراً في استقرار وأمن عمان، ومن أجل الحفاظ على حيادها في اليمن ستحتاج عمان إلى العمل بسرعة لإخماد الحريق في قطر.

ووفقا للصحيفة، رغم أنه قد يبدو تحركاً غير متوقع، فإن قرار عمان الأسبوع الماضي الالتزام بعلاقاتها الثنائية مع إيران قد يدفع السعودية والإمارات بما يكفي للتفاوض على تسوية ويسمح للسلطنة بإعادة التركيز على اليمن.

وفي حين افترض البعض أن إدارة «ترامب» لا تثق بعمان، فإن الاتفاق الدبلوماسي الذي جرى هذا الأسبوع في واشنطن قد يوحي بأن عُمان مستعدة للعب دورها الذي تم الإعداد له جيداً مرة أخرى كوسيط إقليمي.

التعليقات