الهجوم على عمال مصنع قصب السكرفي بـ”هفت تبه” الايرانية

تدعو المقاومة الإيرانية هيئات دولية معنية ومستقلة بإدانة التصرفات القمعية من قبل النظام الملالي ضد العمال ودعم مطالبهم المشروعة

تأسس مصنع قصب السكرفي هفت تبه قبل نصف قرن جنوبي مدينة شوش بمحافظة خوزستان وهو أقدم مصنع للسكر في إيران حيث يعمل الآن نحو 5600عامل.

ومنذ خصخصة مصنع قصب السكر في هفت تبه عقب صفقة خصخصة غامضة في عام 2015 تفاقمت ظروف العمال حيث قالوا: «منذ نقل الملكية إلى المالكين الحاليين، زادت ديون المصنع، فضلا عن صاحب العمل الذي يفكر فقط في تخفيض كمية قوة العمل الدائمة».

يتهم العمال الحكومة لدعمها الأثرياء محتجين على أنهم أصبحوا أكثر فقرا بينما أصبح مديرو المصنع أكثر ثراء.

وفي شرح مصاعب العمال الذين لم يستلموا رواتبهم منذ أشهر، وصف جعفر عظيم‌ زاده ناشط عمالي وعضو قيادي في نقابة العمال الحرة في إيران ظروفهم بـ«العبودية» وقال: «على عوائل بعض العمال شراء الخبز بالقروض جراء عدم دفع الرواتب وإذا ما تستمر هذه الحالة، حتى المخابز سوف ترفض بيع الخبز على أساس القروض».

وتحت وطأة هكذا قمع، وصل بعض العمال حتى إلى نقطة الإقدام على الانتحار.

و«علي نقدي» كان المثال الأخير الذي تم العثور على جثمانه الطافح على مياه قناة في فبراير. ويقال إن نقدي أقدم على الانتحار لقروضه حيث رفض المصنع دفع رواتبه.

وكان على عمال هفت تبه أن ينازعوا دائما لرواتبهم ومعاشاتهم التقاعدية وحقوقهم في السنوات الماضية.

وفي الأشهر الأخيرة خاضوا الإضراب بشكل دوري احتجاجا على الوعود التي لم يف بها صاحب العمل.

ولكن السلطات الإيرانية ردت على عمال نقابة هفت تبه بأحكام الاعتقال والاحتجاز والسجن.

وعلى الأقل 100عامل في مصنع قصب السكر في هفت تبه تم استدعاؤهم أو اعتقالهم لإبداء رأيهم ووقوفهم والمطالبة بحقوقهم.

وأعلنت نقابة عمال مصنع قصب السكر في هفت تبه يوم الأحد المصادف فبراير عن اعتقال 34من العمال على الأقل من قبل الشرطة أثناء إضرابهم المستمر. وكان إسماعيل بخشي وكرامت بام ورحيم بساك ورمضان علي‌بور من بين المعتقلين. وبناء على التقارير تم استجواب هؤلاء الأربعة. ويشير التقرير إلى أن المعتقلين نقلوا إلى مركز شرطة هفت تبه. ولم يكن هناك خبر بشأن اتهامات ضدهم.

وتم استدعاء عدد من العمال بينهم حسن الكثير وأمير الكثير ومجيد أميري وثمانية آخرين إلى إدارة المخابرات في مدينة شوش من خلال الهاتف في الثلاثاء المصادف مارس. وقبل ذلك، تم استدعاء رمضان علي‌بور ورحيم بشاق الناشطين العماليين والعضوين في اتحاد مصنع قصب السكر في هفت تبه من قبل الشعبة الـ3 لمحكمة مدينة شوش.

وصدرت استدعاءات لنحو 20من عمال مصنع قصب السكرفي هفت تبه عقب تجمعهم أمام المحافظة في مارس في مدينة الأهواز. وتؤكد الاستدعاءات على وجوب تقديم العمال تقريرا في مكتب النيابة العامة في مدينة شوش في الساعة 9صباحا بيوم السبت المصادف 31آذار/ نيسان.

وقيل للعمال الذين ذهبوا في مارس إلى المكتب إن المؤسسة في عطلة. وتفيد التقارير أنه وفي الساعة 1مساء اليوم نفسه، جاءت قوات الأمن إلى مصنع قصب السكر بأحكام اعتقال العمال واعتقلت عددا منهم. كما ذهبت القوات إلى منازل باقي العمال واعتقلتهم.

سبق وأن دعت المقاومة الإيرانية عموم المواطنين إلى التضامن معهم ومناصرتهم ودعم عوائلهم. كما دعت هيئات دولية معنية ومستقلة بإدانة التصرفات القمعية من قبل النظام الحاكم في إيران ضد العمال ودعم مطالبهم المشروعة.