كتاب 11

01:40 مساءً EET

تحولات محورية

بعد الدعوات الأمريكية المتوالية إلى دول العالم التجاوب مع العقوبات الأمريكية ضد إيران نجد أن هناك ترتيب لبعض الأوراق والملفات في المنطقة وترتيب للصفوف قبل المواجهة مع إيران ، بدأت وانطلقت عندما فرضت أمريكا عقوبات على إيران ، ثم ترتيب الأوراق باتفاقيات وتسويات شهدتها منطقة القرن الأفريقي المشرفة على باب المندب الحيوي تمّت بموافقة أمريكيه كإتفاق السودان ومصر وإريتريا وإثيوبيا والصومال بعدما لعبت السعوديه والإمارات دورا كبيرا في هذه التقاربات والتسويات .

‏تسليم الموضوع السوري لروسيا لتعمل على إصلاح الأوضاع فيها وإخراج الإرهابيين والمتطرفين والمليشيات الايرانية من سوريا ، لتنطلق روسيا بعد ذلك في وضع دستور سوري جديد وإجراء انتخابات لاختيار رئيس منتخب .

‏ فرض عقوبات على تركيا وتهديدها بعقوبات أكبر في حالة رغبة تركيا الاستمرار في العلاقات التجارية مع إيران أو استيراد النفط ، وفي حالة حاولت إختراق العقوبات المفروضة على إيران ، من أجل ضمان نجاح العقوبات على إيران ولضمان الحياد التركي .

‏إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لكبح جماع حزب اللات و مليشيات إيران وحماس سواء بإضعافهم من خلال غارات وضربات جوية عميقة ومركزة أو بتحييدها قدر الإمكان .

‏الإسراع في إجراء مصالحه بين الفصائل الفلسطينيه تقودها مصر والأردن ، والبدء في ترتيب البيت اليمني وتوحيد الصفوف للوقوف ضد المليشيات الحوثية .

‏العمل على إبقاء العراق ضمن المحور العربي ، من خلال تولي السعودية و الإمارات والكويت هذه المهمة من خلال تقاربات ومعونات لتحيد العراق عن المحور الإيراني قدر الإمكان على الأقل في فترة المواجهة السياسية والاقتصادية مع إيران .

‏إقامة ناتو عربي يشمل دول الخليج بالإضافة إلى الأردن ومصر ، يشكل قوة ضغط سياسية واقتصادية مباشرة على إيران وعسكرية إذا تطلب الموقف .

‏الدعوات الأمريكية المتوالية هي جزء من سياسة ترامب باستخدام سياسة العصى والجزرة ، فمن المعلوم ومن خلال وعوده الانتخابيّة بأنه نفذ كل ما وعد به منذ وصوله البيت الأبيض وكل ماقاله امام ناخبيه فعله ، وهو ما يؤكدإننا امام رئيس أمريكي غير مسبوق جعل العالم كله يدفع له ويرضخ لتهديداته ويستسلم لعقوباته ، ولم يتراجع حتى اليوم في أي من قراراته المتخذة والمعلنة .

‏لذا ستشهد المنطقة في الأيام القادمه تحركات كثيره هدفها البحث عن مواقع وإعادة التموضع والخروج من دائرة الإستهداف ، وبالتالي نحن أمام تحولات محوريه وترتيبات أمريكيه ستعيد للمشهد ماكان يسمى بمنظومة الإعتدال العربيه ، ومن لم يعلن انضمامه للمنظومه سيكون هدفا أمريكيا خالصا ، لأنه أختار الخندق والمعسكر المضاد والخطأ ، والمواقف هي من ستحدد كل ذلك ، لأن ترامب نفسه من يقود هذه الحرب على إيران وعلى كل من سييتخندق معها ، وسيكون شعاره من ليس معنا فهو ضدنا .

‏كل ذلك عبر وسائل مباشرة وغيرة مباشرة لإخضاع إيران ، وفِي حالة إرتكبت حماقة ربما يتم إسقاط نظام ملالي إيران وتطوي صفحته تماما ، عبر دعم المعارضة بشكل مباشر ، وبذلك ستتساقط بقية الأذرع ، وقد تكون هناك إيران جديدة صديقه للجميع .

‏كل ما سبق مجرد تحليل خاص لبعض التحولات في المنطقة قد تصيب وقد تخطئ ، وليس بالضرورة أن يكون بعض ماوردت من تحولات صحيحة . تحياتي للجميع.

التعليقات