مصر الكبرى

02:27 مساءً EET

لم تعد تُشبهُني

?? ??? ???????? ??? ???? ???? ?? ?????.. ????? ?? ????? ?????? ??????? ?????? ..????? ???? ?? ??? ???? ?????

كلمات رقيقة وأنيقة كَبوح الشجن ،أنوح بها لأكثر مما يتجاوز ثلاثة أيام ،استمعَ لي وأنا أدندن ذاك الأنين ،فهمس لي : "اشتقت لبلدي رغم أني أعيش فيها ،هل عندك هذا الشعور مثلي ؟
باغتني هو بسؤال أسأله لنفسي كل غروب.. متى أعود لبلدي وتعود لي ،متى أودع غربتي فيها ،أصب في نيلها حنيني وأروي عطش اشتياقي لكرمة بجوار بيت أبي، ودفء البيت بأنفاس أمي وظل إخوتي ، متى أستعيد الأمان الهارب من تحت ظل أشجار شوارعها المشبعة برائحة حدائق الفل وأشجار الليمون ، اشتقت لتلك البلاد الدافئة بفستانها الملون المشغول بدفء الشمس وصفاء زرقة البحر وبهاء خضرة الوادي وذهب الصحاري وفضة النيل ومحلاة بسكر ابتسامات البنات وعسل الأمهات ..اشتقت واشتقت واشتقت.
 
يهمس لي صوت حزين أعرفه ويعرفني  : " تلك بلاد ليست كبلادك ، شدي رحالك واتركيها ،غربتك ماكانت هناك في البلاد القاصية البعيدة، غربتك هنا في أحضانها وبين ثنايا جدائلها، خلف ستائر قاتمة بلون حالك لها رائحة الصبار وملمس أشواكه ،فاتركيها وتحللي من غربتك، وتحرري من قيد عشقك وارحلي، فما عادت تشبهك ماعادت تشبهك .. تلك التي نبذت سنابل قمحها وأطلقت فيكي أيادي  لهب وجهل ولعنات الوجوه القاسية والقلوب المتحجرة .
 
اُصمت ..أو قُل لي كيف ألجم فيض حنيني لتلك التى لم تعد تشبهني حتى في أحزاني ! أو كيف أفتح نافذتي لأبحث عن نقطة النور الباقية من ملامح حب طاغي لم ينتهي!
أبتعد أنا وأنسحب الى نقطة النور التي انسكبت داخلي وأكمل دندنتي وحدي :
"انا نبت قمحك وعارفك وقادر
اغير ملامحك ولا يوم اسافر
مافيش غيرك انتى اللى روحى وحبيبتى " .

التعليقات