كتاب 11

08:39 صباحًا EET

وإن لم تطير

جرى إيه يا عزيزي القارئ؟، كيف لا تصدقني، وهل كذبتك الحديث من قبل، هذه هي حقيقة ما حدث كما أقص عليك، قلت لك سابقاً أنه أثناء جلوسي أمام التلفاز سمعت طرقاً خفيفاً على شباك الغرفة بمنزلي بالدور التاسع، وعندما إلتفت لأرى ماهذا الطرق وجدت سوبرمان بلحمه وشحمه (تخن سوبرمان عن زمان شوية)، دَعَك من الإندهاش والشهيق والزفير وخلافه المهم أني فتحت له الشباك و دخل ودار حوارنا كالآتي :

أنا : منور يا سوبرمان، دي خطوة عزيزة، أؤمر، أي خدمة؟.

هو : الأمر لله، ده نورك يا كبير، ممكن شوية مياه بس يكونوا ساقعين إحياة أبوك.

أنا : طبعاً طبعاً، يبدو إنك عطشان من طول المسافة، مش إنت برضه أمريكاني ولسه جاي من أمريكا.

هو : أمريكا مين يا والدي، أنا هنا من جنبكم في أول فيصل، وأصلاً من كفر الشيخ.

أنا : يا الله، سوبرمان مصري، طب ده كلام، ولما تركتنا كل هذه الفترة في هذا المرار، كيف لم تعرف الحقائق والأحداث والمؤمرات، وكيف لا تحل مشاكلنا وتحمينا، وكيف ….

هو (مقاطعاً) : حيلك حيلك يا عمنا، أعمل كل ده إمتى، أنا يا أبويا موظف تحصيل بشركة الكهرباء، وشغال يا سيدي في “ناهيا” علشان لو إتذاكيت وقلت لي أنجز شغلي بسرعة، طبعاً عارف ناهيا الناس فوق بعضها، وبأخلص شغل على الساعة 6، أنزل أشوف حال البلد ولا أروح آكل لي لقمة وأريح شوية؟.

أنا : لا، حقك طبعاً.

هو : طب يا سيدي مرتبي 800 جنيه، يعملوا لي حاجة أنا ومراتي والعيلين؟

أنا : لا طبعا، ولا يأكلوك إنت أصلا.

هو : خلصت كده يا عم الحاج، بأضطر أشتغل على تاكسي لغاية الساعة 12 وساعات 1 الصبح، أروح أريح الجتة علشان شغل تاني يوم ولاَّ أطير وأراعي البلد، وحياتك عندي يا عم الناس لولاش مراتي محرجة عليّ شرب السجاير في البيت، فبأطلع أشرب لي سيجارة قبل النوم في البلكونة فبأقول لنفسي طالما طلعت البلكونة يا سوبرمان طير أشربها بره الغلاف الجوي بالمره، لولاش النص ساعة طيران دي كنت نسيت إني سوبرمان.

أنا : يا عزيزي إنت بعد ما قصصته كده كده سوبرمان ………….  حتى وإن لم تطير.

التعليقات