كتاب 11

08:47 صباحًا EET

بِنْجو

أريد أن أسألك سؤالاً يا عزيزي القارئ، ولكني أخشى من زعلك لا قدّر الله، بجد؟، لقد أثلجت قلبي، فعلاً الذي بيننا أكبر من ذلك وأقوى، عظيم جداً، السؤال هو “هل أنت تافه؟”، الله الله الله، طب ليه كده يا عزيزي القارئ، الذي بيننا أكبر يا عزيزي الــ …، الله الله، يا عزيزي الذي بيننا ..، الله الله، طب خلاص إتهد قليلاً وسأشرح لك ما الذي دعاني لذلك،

هل تعرِف “داروين” العالم الشهير بنظريته عن التطور؟، داروين بتاع القرود؟!، بتاع القرود إزاي، هو أنا أسألك عن عم داروين الحارس بحديقة الحيوانات، عموماً أعتقد إنك بالتالي لا تعرِف “بِنجو” على الإطلاق طالما كل معلوماتك عن داروين أنه بتاع القرود، بنجو ياعزيزي هذا عالم مصري جليل من علماء الطبيعة والأحياء والجيولوجيا بجامعة حلوان كلية الآداب قسم فرنساوي، أمضى من عمره عشرون سنة أو أكثر لنقد ونقض نظرية التطور لداروين،

وحتى لا أُطيل عليك في مسائل علمية معملية بحتة، وبالبلدي وحسب فهمك لنظرية داروين، فإنه يرى أن الإنسان لم يكن أصله قرد ثم أخذ في التطور وسيستمر فيه، بل إنه على العكس يرى أن الإنسان يتدهور وها يقلب على قرد، أي إنه أسس نظرية التدهور بديلاً لنظرية التطور،

وفي حقيقة الأمر هو لم يشغل باله (وخصوصاً لقلة الموارد المالية بجامعة حلوان) بالقيام بأبحاث على الأرض أو عمل حفريات أو دراسة تاريخ أو غيره، وإنما إعتمد على إثبات نظريته بالتلفزيون والمراقبة والتحليل، وهي طفرة في أسلوب البحث العلمي سبقه إليها العديد من علمائنا الأفاضل الأجلاء أمثال العالِم صاحب نظرية “نطت؟، آه، أهو”، والتي تطورت فيما بعد إلى “إنت خفيت؟، آه، أهو”، فما كان من بِنجو إلا أن قارن بين أفلام العصور السابقة بدءً من العصر الإحفوري الرابع حتى الآن فلاحظ تدهور كبير من الجمال الى القبح ومن هدوء ورزانة الفنانين إلى ميلهم الدائم “للتنطيط” يصاحبه قصر في القامة وتحول في الشكل (ويشير في مراجعه العلميه لسعد الصغير والكام واد الجداد)،

كما لاحظ ذلك أيضاً في المطربين الذين أصابهم هوس “التنطيط” مع تغير في الشكل وقِصر القامه (يشير بمراجعه لتامر حسنى ويلمح لزيادة الشعر بجسم الإنسان)، وهكذا إستمر على هذا المنوال لجميع المشاهير (بالتلفزيون) من لاعبي الكره مثلاً مشيراً للفرق بين مصطفى عبده ومحمد بركات، وحتى الساسة مقارنةً بعبد الناصر كزعيم طويل ذي كاريزما و بــ .. و بــ .. أحمد عز كسياسي قصير وكان “بيتنطط” علينا كشعب،

المهم أنه خَلَص بنظريته إلى أن الإنسان يتدهور أخلاقياً وفكرياً وحتى شكلاً فأصبح أكثر تفاهة وتخلفاً وجهلاً ويميل “للتنطيط”، وأن مآله أن يتحول إلى قرد، فأصبح لدينا نظريتان متناقضتنان، التطور لداروين، والتدهور لبِنجو، فما كان سؤالي إلا لأعرف عزيزي القارئ، هل ترى نفسك وترانا وتراهم وتراهن وتراه داروين أم ……. بِنجو.
​​

التعليقات