كتاب 11

12:03 مساءً EET

تربية العجول أفضل من تربية العقول؟!

ثبت مع الأيام مدى تدهور الأحوال فى المدارس والمستشفيات، فهى النتيجة الطبيعية للترهل الإدارى الذى دام لسنوات طويلة، وشكّل فى داخلها منظومة من الإهمال والفساد لم تجد معالجة فعلية أو إجراءات حقيقية تمنع هذه النوعية من الحوادث، أو حتى التكرار لهذه الكوارث اليومية.. فسقط النظام بعد 30 عاماً، ومن بعده سقط نظام آخر بعد عام.

واستدعى الشعب زعيماً وانتخبه فى الصندوق ليكون رئيساً، فهو أنقذ مصر من مستنقع المؤامرة الأمريكية التركية الإخوانية، واستعاد بشعبها وجيشها هويتهم الأصلية فى أربعة شهور فقط، واختار رئيس وزراء معروفاً بالخبرة والقدرة على الإنجاز وتحويل كل أكوام الفشل إلى أبراج من النجاح.. ولكن للأسف جاء فى زمن الحصاد لتلال من الخلل فى الأداء لأغلبية العباد فى هذه البلاد؟!!..

 

وهذا بالإضافة لثلاث سنوات صعبة شهدت رئيس وزراء من الميدان يبكى أمام كل الأزمات وآخر لا يملك سوى بعض المعلومات عن الملابس القطنية وأسباب الإسهال عند العيال؟! واكتملت المأساة برجل أكاديمى قامة فى التعبير والتنظير فى الجرائد والمجلات والعمل خلف المكاتب والمكيفات.. ومع الاحترام لجميع القدرات فهذا واقع لا يمكن تغييره. إن هناك شعباً يدفع ثمن سياسة كل هؤلاء، سواء الحكومة أو مَنْ على رأس الحكم.

 

لذلك علينا أن نضع النقاط فوق الحروف، ونقول إن الحكم والحكومة أيضاً مقصرون، فلم يكن هناك وضوح لرادع قانونى فى هذه المرحلة الحرجة من الضغوط الخارجية والداخلية.. لخطأ أو إهمال من أصغر مسئول لأكبر وزير.. «نحن فى حرب استنزاف» ونترك المجال للصدفة أو الخطأ أو الإهمال؟! هل هذا معقول؟

 

مازال أسلوب المعالجة والمحاسبة فى إطار التفكير الروتينى المألوف، فلا تطوير أو إبداع من خارج الصندوق لضمان تأمين هذه المرحلة الصعبة، والصمود أمام التحديات التى تهدد كل إنجاز أو نجاح.. للأسف لجأتم لأسلوب مد الحبل لكل من هب ودب، نعم ضمن التنفيذ لنظرية «الاحتواء».. دون توزيع المسؤولية على أصغر موظف إلى أكبر وزير.. حتى أصبح المشهد خطأ فادحاً من إهمال أو تقصير من جهة ووصلات من الردح من البعض فى الجرائد وعلى المنابر الإعلامية.. من جهة أخرى.. الكل يستعرض عضلاته على حساب هذه الدولة، فنجد مجموعة من الطلبة فى الجامعات وإعلاميين على الشاشة أو كاتب مقال.. عجبى، هؤلاء هم المسؤولون عن بناء العقول لتأمين الحاضر ورسم المستقبل؟! فعلاً يقف المنطق حائراً فى هذا الوطن.. فهناك جنود يموتون لتأمين الحدود وشعب يجمع 64 ملياراً للقناة فى أسبوع، وإهمال موظف يقتل تلميذاً، وتقصير طبيب يجعل عملية ولادة امرأة على الطريق العام، والرسالة للبعض فى الإعلام تشوه صورة البلد كله؟!

 

حقاً التربية للعجول تؤتى ثمارها على الدولة أكثر بكثير من تربية العقول التى يمكن أن تهدم الوطن فى لحظة.. فمن المسؤول عن تنفيذ القانون لنضمن العمل والحساب فى إطار مقبول.

التعليقات