كتاب 11

09:45 صباحًا EET

حكومة حرب.. لـ (الاحتداد) وليس (الحداد)!

أشعل المحامى الفذ الأستاذ/مكرم عبيد ، عوداً من الثقاب أمام منصة القضاء فى قاعة المحكمة ، وانحنى يبحث عن شىء ٍ ( ما ) تحت منصة القضاه ، وكان ساعتها يترافع كمحام فى قضية يشعر فيها أن المحكمة لن تُنصف موكله المظلوم فعلاً ، وحين سُئل عماذا تبحث أستاذ/مكرم .. استدار فوراً ليقول للمحكمة : إننى أبحث عن العدالة ! ونحن أيضاً نبحث عن العدالة كما بحث عنها هذا المحامى الفذ فى تاريخ القضاء المصرى الشامخ .

والآن نرى البيت يحترق ، الأرواح تُزهق ، الدماء تسيل ، كلاب الإرهاب فى الشوارع ، ونترك لهم الحبل على الغارب دون مواجهة حقيقية وجادة لإيقاف هذا العبث الغبى فى الشارع المصرى  ، والعدالة التى يطلبها ويصر عليها الإحساس الجمعى المصرى بعد تلك الحادثة الرهيبة  فى الأمس القريب فى سيناء واستشهاد عدد من جنودنا البواسل ، هى ضرورة البدء فى القصاص العاجل والرادع من المجرمين وعناصر الإرهاب الأسود التى تقبض الثمن من دماء الأبرار  ، ولن يفيدنا أن نقيم سرادق ( الحداد ) لتلقى العزاء فى شهداء جيشنا العظيم ، فالحداد لابد أن يتحول وفوراً الى ( الاحتداد ) فى التعامل مع هؤلاء الأوغاد ، الذين لايعرفون قيمة الوطن ومقدراته ويسعون الى الهدم والتخريب وإزهاق الأرواح ، تنفيذا لمخططات أسيادهم الذين يمنحونهم الدعم المالى والعتاد والسلاح ، و ( الاحتداد ) الذى نتمناه ولابد أن تعلنه الدولة فوراً .. هو تشكيل  ( حكومة حرب ) لمواجهة تلك الهجمة الشرسة على انتصارات الشعب المصرى وقيادته الوطنية ، وتشكيل حكومة حرب ليس بجديد على الساحة العالمية ، فهكذا فعلت كل الدول التى مرت بظروف مشابهة لما تمر به مصر الآن ، ولابد من تفعيل المواد الدستورية التى تقضى بمحاكمة هؤلاء الخونة أمام المحاكم العسكرية لينالوا العقاب الرادع الذى يشفى غليل الشعب المصرى الذى تحمل الكثير من المعاناة طوال تاريخه .

لاتتركونا نبحث عن العدالة بأعواد الثقاب فى تلك الظلمة الحالكة التى تحيط بنا .. فالبحث عن العدالة إذا طال ، فسنذهب جميعاً الى مشارف الحرب الأهلية التى يسعى الإرهاب الأسود الى إشعالها بيننا ، ويكون ساعتها قد حقق الأهداف المرجوَّة من تلك الحرب الشرسة علي الوطن ، فالإرهاب لادين له ولا عقيدة .. ولعلنا نستشف من الكلمة التى وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى الى الأمة بالأمس ، أنه قرر تفعيل المواجهة الحقيقية والجادة ضد عناصر هذا الإرهاب الدموى ، وحشد قوى الجيش المصرى العظيم بإصدار الأوامر اليه بالحسم فى قطع خطوط التواصل بين جماعات الغدر القادمة عبر الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية ، لأن حلم ( غزة الكبرى ) لازال يراود أحلام الجماعات المتأسلمة المتواطئة مع ذيول جماعة ( الأخْوان ) المحظورة ، ولكنها تريد أن تعود للضغط على القيادة المصرية بتلك العمليات الخسيسة الإرهابية لتحقيق مايتخيلونه بالمصالحة وعودتهم الى الحياة السياسية مرة أخرى ، ولكن هيهات فالقيادة الوطنية المصرية فد عقدت العزم على المواجهة الحاسمة والرادعة  كما أشار الى هذا الرئيس  عبد الفتاح السيسى فى كلمته للأمة بعد وداع الشهداء الى مثواهم الأخير .

واخيراً .. لن يصح إلا الصحيح ، وستبقى مصر شامخة بأبنائها الشرفاء وقيادتها الوطنية الشريفة وشعبها المؤمن بعدالة قضيته ، وتطلعاته الى المستقبل الأجمل والأعلى والأرفع ، ولتعود لمصر ريادتها وقوتها بفضل إعادة قوة وهيبة الدولة ، والاسراع بتنفيذ القصاص العادل من كل من ارتكب جرماً وخطيئة فى حق هذا الوطن ، وساعتها لن نحتاج الى أعواد الثقاب لنضىء الظلمة الحالكة ، لأن شمس العدالة الناجزة ستكون ساطعة فى سماء هذا الوطن العظيم .. ولن تسطع  شمس العدالة  فى سمائنا إلا بالإسراع فيما يطلبه الإحساس الجمعى المصرى بتشكيل ( حكومة حرب )  !!

وعاشت مصر المحروسة .. بكل الأمن والسلام والطمأنينة .

التعليقات