كتاب 11

12:24 مساءً EET

ضربة.. معلم!

حقاً إن الضربات الاستباقية التى قامت بها مصر فى هذا الأسبوع تدل على الاحتراف السياسى بامتياز ليس على مستوى محاربة الإرهاب فقط..

ولكن أيضاً الامتياز على المستويين السياسى والدبلوماسى والقدرة لأجهزة سيادية فى هذه الدولة تعمل فى صمت.. فكان من أهم نتائجها للتنسيق بين هذه الأجهزة والمؤسسات النجاح أولا للقمة الثلاثية منذ عدة أيام.. فهى أول قمة مصرية- شرق متوسطية.. تاريخيا الإرث الحضارى بينهما دائما ما يترك بصماته على العالم.. لذلك تعتبر هذه القمة ضربة معلم فى التوقيت والهدف.

أنها رسالة موجهة ضد الدول التى تدعم الإرهاب والتنظيمات المشابهة التى تهدد شرق المتوسط لتصل إلى لبنان وسوريا وليبيا، وبالتالى يأمن لهذه المنطقة التعاون الاقتصادى فى مجالات الغاز والبترول ويتيح من هذه النقطة من المثلث إلى توصيل الطاقة إلى جميع دول الاتحاد الأوروبى.. (وهى رسالة لإسرائيل وقطر وتركيا) فاليونان وقبرص أوضحتا، خلال هذه القمة، أن مصر هى حجر الاستقرار فوجب سرعة تقديم الدعمين المادى والمعنوى لها.. فعلاقة مصر بالاتحاد الأوروبى ستصبح شراكة جيوسياسية وهى بوصلة للتوجهات الاقتصادية فى المرحلة القادمة.. (إشارة إلى الدعم للمؤتمر الاقتصادى فى مارس القادم).

أما الضربة الثانية للمعلم فهى تعيين الدكتورة السفيرة فايزة أبوالنجا مستشارة للرئيس للأمن القومى!!.. ضربة أصابت الهدف بهذا الاختيار لامرأة أثبتت التميز والحزم مهما كانت توجهات القيادة السياسية وقدرتها، فمصلحة مصر عند المرأة الحديدية كانت لها الأولوية مع كل مهمة أو ملف تسلمته لصالح الدولة المصرية، هكذا يقول تاريخها منذ بداية حياتها المهنية، كصاحبة خبرة ونجاح وتقييم عال فى الأداء.. ربما أثار غضب كل من اعترض أو امتعض بسبب تقاطع المصالح الشخصية.. المهم الآن المسؤولية الوطنية تستوجب منا الوقوف إقليميا ودوليا من أجل التحدى.. رسالة أخرى: ليس فقط لشهداء الإرهاب الغادر والسافل أو لشهداء التسيب على الطرق من الحافلات والقطارات والمركبات.. أو للإهمال الذى أدى إلى سقوط شهداء ضحايا فى المدارس والمستشفيات.. هناك خطوات استباقية متعددة.. قد ندفع الثمن لهذا النجاح السريع فى عدة اتجاهات بمواجهة ضربات إرهابية لتكسرنا.. ولكن هيهات الحداد..

 

من وجهة نظرى المتواضعة يكون على الشخصيات المصرية التى اغتالها الأمل فى تحدى الأزمات واستسلمت سريعا لتصدير الإحباط والانتقادات والشكوى على عدم تحقيق الطموحات.. والحداد أيضاً يجوز على كل من يبحث عن تحقيق أجنداته الحزبية والشخصية دون رعاية لمصلحة الدولة فى هذه الفترة الحرجة.

فالسياسة قد تتغير، لكن الهدف للمتربصين من أعداء مصر لا يتغير.

التعليقات