عرب وعالم

10:38 صباحًا EET

ندوة موسعة حول «الدور الحضاري والتاريخي العُماني»

تتواصل فى سلطنة عُمان الفعاليات التى تواكب الاحتفالات  بالعيد الوطنى الرابع والأربعين والتى تتوج استحقاقات تاريخية تتابعت على مدار أربعة عقود وأربع سنوات منذ تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان  مقاليد الحكم .تعكس احتفالات العام الحالى ملامح ثقافية تعبر عن الدور الريادى للإسهامات الحضارية للسلطنة حيث تتوالى فى مختلف المحافظات والولايات فعاليات متعددة.

فى هذا الإطار تم عقد ندوة موسعة فى رحاب الساحة الداخلية لحصن بهلا حيث عبق التراث العمانى الذى تم تجديده منذ عام 1970 .

شمل السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة برعايته  الندوة التى تم تنظيمها  تحت عنوان :  «الدور الحضاري والتاريخي العماني»  واستعرضت  العديد من الدراسات العميقة التي  سلطت الأضواء على هذا الدور، وذلك من خلال خمس ورقات بحثية .

تناولت الأولى جوانب من معالم التاريخ العماني، وقدمت الثانية الدور العماني في المنطقة، وبحثت الثالثة البعد الحضاري للثقافة العمانية، وتناولت الرابعة قيم التلاحم العماني، وتحدثت الخامسة عن الروح الوطنية للعمانيين -ولاءً وانتماءً على مر العصور .تابع الندوة جمهور غفير مما عبر عن الشغف بالفعاليات الثقافية، حيث هيئت ساحة الحصن لتكون قاعة محاضرات مفتوحة فى الهواء الطلق.

تم تنظيم الندوة تزامناً مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني وتمهيدا لها تم إعداد العديد من الدراسات العميقة لطرحها فى جلساتها حيث ركزت على مضمون أهم نتائج التحليل العلمى والمنهجى التى توصلت إليها العديد من الأبحاث نتيجة جهود كبيرة بذلها نخبة من المفكرين ، وعلى ضوئها يؤكد خبراء الجيوستراتيجي أن من أهم انجازات السلطان قابوس تأكيد مفاهيم وحدة المجتمع العمانى انطلاقا من تراثه ومقوماته التى ترتكز على قدرات شعب متفردة ذات خصائص موغلة فى التمسك بالقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية .

كما أن الثقافة الأصيلة صهرت جميع العمانيين في بوتقة واحدة حيث تتعدد مظاهر التواصل والتعاون والقربى بين مكونات المجتمع العماني، ولا يتردد إلا نداء الوحدة والوفاق والمحبة والسلام، ورغم أن تتبع المكونات الاجتماعية فى السلطنة يوضح تنوعاً في اللهجات، والقبائل، ونمط المعيشة ما بين البيئات الجبلية والساحلية والصحراوية، إلا أنه يكشف في الوقت نفسه عن وجود تمازج حقيقي الى حد الالتحام والاندماج الكامل  بين هذه المكونات فى ظل لحمة وطنية رائعة ، قلما توجد في دولة أخرى، ولقد أضفى هذا التنوع في المجتمع العماني استعداداً دائماً لاستيعاب العديد من الرؤى المتباينة ولكن داخل الإطار الوطني الجامع، ومكن ذلك من تأسيس علاقات الشراكة وتبادل المصالح مع الأمم الأخرى. في الوقت نفسه لعبت الثقافة العمانية الوطنية دوراً جلياً في التماسك الاجتماعي، وعززت مشاعر الانتماء  لدى العمانيين قاطبة، وانعكس ذلك على التراث المعرفي والإنتاج العلمي الذي رسخ هذه السمات الإنسانية في المجتمع، وجعلته قادراً على التواصل مع الحضارات الأخرى مع التمسك بخصوصية  هويته المستقلة .

التعليقات