كتاب 11

09:46 صباحًا EET

حين انتصر البحرينيون للوطن

وسط كل شجون أمتنا العربية من سوريا إلى العراق ومن ليبيا إلى اليمن جاءت الانتخابات النيابية التى شهدتها البحرين بمثابة مخاض جديد لبصيص من الأمل تسرب طيفه لقلوبنا منذ 30 /6 حين خرج المصريون على حكم المرشد وقبل أشهر حين أنهت الانتخابات البرلمانية التونسية سيطرة المتاجرين بالدين، لنستشرف منها تباشير برلمانا مدنيا مصريا في الشهور القادمه عله يصلح ما أتلفه خريفنا العربي.

في البحرين تجربة برلمانية حديثة لم تتجاوز اثنى عشرة عاما شهد أربعة فصول تشريعية سابقة سرعان ما شوهتها أطماع فارسية في الخليج العربي كان وقودها تعميق المذهبية والطائفية الدينية بتقسيم الولاءات وتفريق أبناء الوطن الواحد إلى سنة وشيعة ، لتخلف أربع سنوات من النزيف الاقتصادى والسياسي والاجتماعي دفع ثمنه كل أبناء البحرين.

ما حملته الانتخابات النيابية البحرينية التى شهدت مشاركة نحو 52% من أبناء البحرين من دلالات تجاوزت بكثير حدود اختيار من يمثلهم في الرقابة والتشريع إلى الاستفتاء على استقرار هذا الوطن أمام دعوات المقاطعة والمراهنة على تصفير الصناديق في حرب إيرانية خاضها على سلمان رئيس جمعية الوفاق الشيعية ومن تبعه بالوكالة ، بلغت مداها بتهديدات معلنه بالتخلي عن السلمية حال جرت الانتخابات وتحولت إلى مشاهد من العنف والتخريب وقطع الطرق عشية إجراء الإنتخابات ولولا أن مارس خلالها جهاز الأمن ضبط النفس لتحولت إلى حرب أهليه ، ولعل ذلك ما دفع الشعب البحريني للاحتشاد أمام صناديق الاقتراع لإنقاذ الوطن من العودة إلى دائرة الفوضى ،فكان أبلغ رد أوجزه وزير العدل ورئيس اللجنة العليا للانتخابات الشيخ خالد بن على آل خليفه عند إعلان النتائج في قوله بأن من دعا إلى تصفير صناديق الانتخابات نال الصفر الأكبر فيها .

هذه المعركة لم تدرعلى أرض محايدة ولا بأسلحة متكافئة حين تبنت نحو 102 فضائية ووكالة أنباء عالمية وجهة نظر المعارضة في مواجهة إعلام الدولة منفردا بإمكانياته المتواضعة وكادت الدفة أن تتحول لولا رباطة جأش سميرة رجب الكاتبة الصحفية قبل أن تكون وزيرة شؤون الإعلام والمتحدث باسم الحكومة في إدارة الأزمة بعقل منفتح حيث نجحت في تصدير صورة مغايرة عن البحرين للعالم ، في ذلك اليوم كانت الصورة أبلغ من ألف كلمة وأذهلت طوابير الناخبين في هذا المجتمع الصغير نسبيا توقعات المراقبين ،ولم يمنع مراسل صحفي أو تليفزيونى من التحرك بحرية وزيارة لجان الاقتراع ولقاء المعارضين

ولعل تجربتي التى عشتها عن قرب جنبا إلى جنب مع زملائى فؤاد التوني رئيس تحرير نشرات الأخبار ومنال السعيد مقدمه البرامج المشاغبة ومحمود حمدان مراسلنا في البحرين في تقديم مناظرات سياسية غير مسبوقة من خلال برنامج تحت قبة البرلمان والتغطية الحية لما جرى في الانتخابات على قناة الغد العربي شاهدة على مساحة الحرية التى أتاحت لنا استضافة مختلف الأطراف الليبرابية والسلفية والشيعية.

أمام كل هذه المشاهدات كان لابد أن أسأل الوزيرة سميرة رجب عمن يديرون هذه الحرب الاعلامية من الخارج ولماذا البحرين فكان الرد أوسع من نطاق السؤال بأنه “مخطط استعمارى غربي لتقسيم الدول العربية وتفتيت الشعوب بفرز طائفي ومذهبي نجح في العراق وسوريا وتصدت له مصر والبحرين فماذا ننتظر من إعلام غربي تحركه أجندات سياسية لا تريد لهذا الوطن إلا أن يأكل بعضه بعضا”، وأردفت قائلة “إن لم يتحرك إعلامنا العربي ليس علينا أن ننتظر منهم إنصافا “

ما من شك بأنها حرب الوجود، فاخرجوا من خنادق المدافعين أو سلموا أقلامكم وقدموا أوراقكم البيضاء أكفانا علهم يصفحوا ويعطوكم حياة بلا وطن.

التعليقات