كتاب 11

07:29 صباحًا EET

مبارك و”إخوان الاستعمار” والاستنفار

حالة الاستنفار الأمني المبالغ فيها وتضمنها مشاركة قوات الجيشين الثاني والثالث الميدانيين تثير القلق بشأن قراءة الأجهزة الأمنية لتظاهرات الإسلاميين “جمعة المصاحف”.

أتصور أن المسألة لها علاقة بجلسة النطق بالحكم على مبارك بعدها بيوم واحد (السبت 29 نوفمبر)، فربما يكون السبب هو خوف النظام من استثمار الإسلاميين للحكم في إثارة الشارع مُجدداً، وهو ما يؤشر إلى احتمال صدور حكم مخفف وليس حكماً بالإعدام مثلاً.

لذا يبدو منطقياً استباق الحكم باستنفار أمني لمنع أي صدام متوقع في الشارع سواء من جانب الإسلاميين، حال صدور حكم بغير الإعدام أو صدور حكم بغير البراءة بما يثير غضب أنصار مبارك – الذين بدأوا يحشدون أيضاً لنزول الشارع يوم الحكم.

هنا يقول المنطق أن النظام كان أكثر ذكاء من الإسلاميين وتجنباً للإحراج – على حد تصوري المتواضع – قرر الاستنفار مبكراً – قبل يوم من الحكم – بحجة التحسب لتظاهرات الإخوان وحلفائهم من الإسلاميين.. خصوصاً أن تلك ليست الدعوة الأولى التي يطلقها الإسلاميون للتظاهر منذ عزل مرسي في 3 يوليو الماضي.

هذا تصوري الشخصي بينما هناك رأي آخر – منطقي جداً أيضاً- ذهب إليه آخرون وهو وصول معلومات استخبارية تفيد بنية التكفيريين تنفيذ عمليات إرهابية كبرى على مدار يومي الجمعة والسبت.

التصور الأخير حتى عصر أمس (الجمعة 28 نوفمبر) لم يكن هو الأقرب إلى الصواب، وبخاصة في ضوء ما وقع من أحداث إرهابية قبل وعقب صلاة الجمعة، باستنثناء عمليات محدودة مثل استشهاد ضابط جيش برتبة عقيد وإصابة 3 مجندين برصاص مجهولين في منطقة جسر السويس، وانفجار محدث صوت وضعه مجهولون في لوحة إعلانات بمنطقة مصر الجديدة دون إصابات بشرية.

ومن المتوقع ألا يشهد اليوم أكثر من مثل هذه النوعية من العمليات غير المؤثرة، وبما لا يتطلب هذا الحشد الهائل من جانب قوات الشرطة والجيش، خصوصاً إذا علمنا أن هناك حوالي 35 ألف شرطي يشاركون في عملية التأمين على مستوى الجمهورية، وهو رقم كبير للغاية يكفي لشن حرب مضمونة النتائج.

ويعزز وجهة نظي تلك أن الأجهزة الأمنية نجحت بدرجة كبيرة في تقليم أظافر جماعة “إخوان الاستعمار” عبر إلقاء القبض على قيادات الصف الأول والثاني، خلال الشهور التي تلت عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، بل واستباق “جمعة 28” بعمليات دهم واسعة لبؤر الإرهاب في مناطق عدة من الجمهورية، وكذا إلقاء القبض على قيادات أخرى لم تكن تحت هالة الضوء ولم يكن لها نشاط إرهابي واضح، مثل القيادي الإخواني رجل الأعمال المعروف محمد علي بشر.

وبالتالي فأية عمليات تخريبية ستقف وراؤها عناصر غير تنظيمية وبخاصة من المتعاطفين مع التيار الإسلامي، والشباب “المختل إسلامياً” من أؤلئك المرضى بهوس دولة الخلافة، أو ربما يكون التحسب الأمني من وقوف دول إقليمية – بأجهزتها الاستخبارية – وراء الترتيب لعميات إرهابية كبرى في الداخل المصري تزامناً مع خروج حشود من رافعي المصاحف – إن حدث ذلك أصلاً، وأظن أنه أمر مستبعد، فلا أعتقد أن ينزل إلى الشارع سوى عدد قليل من المغفلين ممن اعتادوا المشاركة في مسيرات الإخوان – المحدودة – خلال الأشهر الأخيرة.

وعلى أية حال فإن الاستنفار الأمني الذي تقوم به قوات الأمن يؤكد أن النظام الحالي يتعامل بحزم وحسم مع أي دعوة للتخريب أو إثارة الفوضى من جانب “إخوان الاستعمار” وحلفائهم، ويبعث حالة من الطمأنينة في نفوس المواطنين وثقة في قدرة الجيش والشرطة – الدولة – على حفظ الأمن وتحقيق الأمان للشعب المصري.

التعليقات