كتاب 11

08:17 صباحًا EET

خطيئة المرأة الصالحة

عظمة المرأة أنها خلقت من ضلع اعوج لتحمي به الرجل، وعظمة الرجل انه يحنو كثيرا لهذه الحماية ، فهو يعشق حمايتها له في المنزل وفي العمل وأحيانا يعشق أن تكون منافسا له في جميع أمور الحياة. ليس لإيمانه بضعفها أو بقدرته على الفوز عليها وإنما ليقينه أن منافستها له حماية له بحكم طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه المرأة المسلمة. فغالبا المجتمع هو من يهدي الفوز للرجل رغما عنها ، ورغم خساراتها المتتالية أمامه إلا أنها لم ولن تتوقف عن المنافسة الشريفة التي تقصد منها العطاء لا الأخذ فقط . ولكن المفارقة التي نعيشها هي أن نصف أي مجتمع هن من النساء ! ألا يفترض أن يكون هناك على الأقل تعادل !؟ إذا كيف يحصد الرجل هذا الفوز ونصف منافسيه من النساء ؟

قد يكون ذلك الشعور بالغيرة التي تحملها المرأة لمرأة أخرى سببا في تقليص نسب فوز المرأة على الرجل .والغيرة أول خطيئة تقع فيها المرأة العاطفية حيث تدفعها للانتقام من جنسها وتساعد على تفوق الرجل.

أو قد يكون تعاون الرجال في الإطاحة بالمرأة كتشويه لسمعتها أو أهانتها أو تجريحها سببا يدفع المرأة إلى الخوف فتمتنع عن منافسة الرجل بل تتحول لمساندة له. والخوف ثاني خطيئة تقع فيها المرأة المحافظة، وثمنه هو تحكم الرجل فيها دون وجهة حق.

أو قد تكون الأولويات التي تضعها المرأة في حياتها وهي تربية أبناءها أضاعت منها فرصة الاهتمام بإثبات وجودها وفكرها في المجتمع ، وعدم اهتمام المرأة المربية والمتطلعة بنفسها هي الخطيئة الثالثة التي جعلت الرجل يحدد وظيفة المرأة في المجتمع.

أما خطيئة المرأة الصالحة تكمن في أنها تلجأ لرجل دين عنصري يصوغ خطابا سياسيا وليس دينيا  ويقوم بإقناعها  قبل الآخرين أن الرجل أفضل من المرأة عند الله ، ويحصر القوامة بالولاية ومسألة الزواج ولم يعدل في حق المرأة المدني الذي هو بعيد كل البعد عن مطالبتها بالولاية أو تعدد الأزواج . مما جعلها تطلب الحماية من الرجل وغفلت أنها هي التي تحميه بحكم خلق الله لها .

dr.f.alshaiji@hotmail.com

التعليقات