تحقيقات

01:06 مساءً EET

كتب أمريكية تدعو إلى «الجهاد» تستعمل في تعليم الأطفال بأفغانستان.. ولا يزال تنظيم طالبان يستخدمها حتى اليوم

ظنت وزارة الخارجية الأمريكية خلال ثمانيات القرن الماضي أنه باستطاعتها تجنيد الأفغان والجهاديين في حربها ضد الاتحاد السوفييتي آنذاك، إضافة إلى ربح محبتهم “بتخليصهم من المأزق الروسي”.

ولم تعكف الإدارة الامريكية منذ ذاك الوقت حتى الآن على تغيير طريقة تعاملها مع المجموعات الجهادية حول العالم حتى اليوم، ولا تزال تظن أنه باستطاعتها كسب ود وعقول الجهاديين من خلال بعض التقديمات، والتي تظهر بعد فترة بأنه لا قيمة فعلية لها، لا بل إن تلك التقديمات والمساعدات قد تنقلب بوجه الولايات المتحدة في يوم من الأيام.

ويشير تقرير نشر على موقع “واشنطن بوست”، بعنوان “تنظيم طالبان يدرس للأطفال كتباً مموّلة من الولايات المتحدة وتدعو إلى الجهاد”، إلى أن الولايات المتحدة “ساعدت على دحر حكومة طالبان في 2001 من أفغانستان، بعد إرث طويل من التدخل شهدته المنطقة في أعوام سابقة”.

ويستشهد التقرير الحالي بما نشر في 2002، حينما نشرت الإدارة الأمريكية كتباً للأطفال ترسخ فكرة العمل الجهادي ومحاربة الروس، الأمر الذي كان يقدم منفعة للولايات المتحدة التي كانت تخوض آنذاك حرباً باردة مع الاتحاد السوفييتي.

ويلفت التقرير إلى أن الكتب المستخدمة في الصفوف الأولى من المدارس “ممتلئة بالكلام عن العمل الجهادي وتظهر صوراً ورسوماً لعدد من الأسلحة والرصاص إضافة إلى جنود وألغام”، ويتابع التقرير أن استخدام هذه الكتب امتد إلى الصفوف الأخرى أيضاً من المنهاج الدراسي.

ومن خلال استخدام اللغتين الأفغانيتين باشتو وداري، قامت آنذاك، وتحت رعاية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولة، جامعة نبراسكا بتهريب هذه الكتب إلى الداخل الأفغاني باستخدام العلاقات التي بنتها وكالة الإستخبارات الأمريكية مع عناصر في الداخل إلى جانب القنوات غير الرسمية التي أنشأتها مع عناصر من الإستخبارات الباكستانية.

ويرى التقرير أنه منذ الإطاحة بطالبان في 2001، “استثمرت الحكومة الأمريكية بشكل كبير في تحديث النظام التعليمي الأفغاني، حيث عملت على إدماج الفتيات في المؤسسات التعليمية وتجديد المناهج الدراسية المتخلفة التي وضعها نظام حكم طالبان، إلا أنه مع كل التغيير الحاصل حتى الآن، لا يزال هناك العديد من العقبات”.

إذ بحسب الباحثة الأمريكية دانا برود، لا تزال تلك الكتب “المعادية للسوفييت” يتم تداولها حتى اليوم.

ويظهر في تلك الكتب، بحسب التقرير، الأبجدية بلغة باشتو الأفغانية تتضمن على سبيل المثال حرف “ت” توباك، أي بمعنى سلاح، ومن ثم هناك جملة تظهر كيفية استخدام الكلمة “عمي لديه سلاح، يذهب إلى الجهاد ومعه سلاح”، وهناك فصول داخل بعض الكتب تؤكد على أن “مدينة كابول يتم إدارتها فقط من قبل المسلمين، وأن جميع الروس غزاة وكفار”.

التعليقات