كتاب 11

10:49 صباحًا EET

هل يثور الرئيس؟

عندما يتحدث الأستاذ هيكل تتحول كلماته إلى مرجع نسترشد به، ونقيس عليه، وترانا فى اليوم التالى نتساءل: هل سمعتم هيكل؟ ونتداول كلماته وعباراته الكاشفة ونقول: «هيكل قال…»، رغم أن غيره ربما قال نفس الكلمات، وطرح نفس الأفكار والرؤى، ولكن تظل رؤيته هى الأكثر يقينا، لأنه يقول ما نريده، وما نوافقه عليه وما ننتظره منه وما نعرفه.

يتحدث الأستاذ عن الشواهد التى تقلقه، الشواهد تقلقه هو، ولكنها تصيبنا نحن بفقدان الأمل، والمتاهة، والشواهد يراها فى عودة رجال مبارك، عودة واضحة، وأنياب مصالح رجال مبارك ظاهرة، صحيح أن الرئيس قال: لا عودة للوراء، ولكن الصحيح أيضاً أن هذه اللاعودة تستتبع أن يكون لدى الرئيس ما يفعله، فماذا يفعل الرئيس؟

ويتحدث الأستاذ عن غضب الشباب، ونفاد صبره، وظروفه الضاغطة، وعدم تربيته السياسية، وتخمة الآمال التى يتطلع إليها وجوع الموارد، وهذا كله صحيح، ولكن الصحيح أيضا أن الرئيس «لم يأخذ باله من الحالة النفسية للشباب»، فماذا يفعل الرئيس؟

يتحدث الأستاذ عن هذا العام الذى يسميه عام المصير، لماذا هو عام المصير؟ لأنه قد يصل بنا- إذا لم تتضح الرؤية والتوجهات- إلى مشارف الدولة الفاشلة. فماذا يفعل الرئيس؟ ويتحدث الأستاذ عن منطق التسيير، وليس منطق التغيير، ومَنْ مِنَ النخب التى تتصارع الآن على التفاصيل، ومَنْ مِن الشباب الغاضب، ومَنْ مِنَ الأغلبية التائهة لا يرى أن السائد هو منطق التسيير وليس منطق التغيير؟ الإجابة: لا أحد، وهذا المنطق أيضاً قد يصل بنا إلى مشارف الدولة الفاشلة، فماذا يفعل الرئيس؟ ويتحدث الأستاذ عن الرئيس الذى لا يكفيه نصف نجاح، أو ثلاثة أرباع نجاح، ولا يكفيه مشروع هنا أو مشروع هناك، والناس وضعت فى الرئيس ثقة لم تقدمها لأحد منذ عبدالناصر، والدول البترولية سيقل دخلها وتتوقف المساعدات، فماذا يفعل الرئيس؟ فى كلماته القليلة، دعا هيكل الرئيس إلى أن يثور على نظامه، أن يثور على أدواته فى الحكم، حتى لا يكون نجاحه نصف نجاح، وحتى لا تكون لنا عودة إلى الوراء، إلى ما قبل يناير وما قبل يونيو، وحتى ننتقل من التسيير إلى التغيير، وحتى تتوفر شجاعة المواجهة، وتتضح الرؤية، وتتضح توجهات المستقبل. على الرئيس أن يثور على نظامه. فهل يثور الرئيس؟

التعليقات