أفضل المقالات في الصحف العربية

10:38 صباحًا EET

رعي الغنم

تمضي عجلة التطور والمدنية والحياة العصرية بتسارع، ونتسابق لاقتناء أحدث الأجهزة والميكنة التي تسهل وتيرة العمل، من السيارة والهواتف المحمولة وأجهزة الاتصال إلى الغسالة والخلاط وأجهزة الميكرويف الحديث….

إلا أن هناك نوازع تشدنا ناحية الصحراء بنقائها وصفاء جوها في فترة الشتاء والربيع، نلمس ترابها الناعم ونتأمل أفقها، وقد نجمع أعشابها في مواسم المطر ونطهو على الحطب، مرددين لا طهي يعلو على طهي التنور والجمر، نشتاق إلى الصحراء من حين إلى آخر، ننصب خيامنا خلال موسم إجازة الربيع الذي اقترب، نعانق الصحراء بعشق.

ونتأمل ازدهار المراعي وعودة راعي الغنم إلى المرعى والكلأ الطبيعي، فمعظم اللحوم التي نتناولها في الوقت الحالي نشعر بأنها مجموعة من الألياف لا طعم لها ولا قيمة غذائية تذكر، معظمه مستورد ومجمد أو أن الماشية قد تم علفها بعلف صناعي ومركب ومحضر وفق تراكيب ومعادلات كيميائية… جودة الصحراء لا يعلى عليها حتى أن الماشية والأغنام تغدو في بحبوحة وصحة ونشاط.

تمنيت مرات عدة أن تعود بعض الأراضي إلى راعي الأغنام وتخصص للمهتمين بالثروة الحيوانية وممن لديهم اهتمامات برعي الماشية على الكلأ الطبيعي وفق أنظمة الرعي التي تعارف عليها البدو منذ سنوات طويلة .

وأثبتت جدواها على كل النظريات العلمية، بل اشتقت منها العلوم، ويمكن للمشترين أن يشتروا أفضل وأجود أنواع اللحوم من تلك المنطقة بعد أن تخصص مساحة لبيع المواشي في الصحراء، ويعود راعي الغنم إلى مكانه الطبيعي.

التعليقات