كتاب 11

01:31 مساءً EET

الأغنياء لا يركبون المترو

على طريقة حكومات نظام ما قبل الثورة تسير حكومة إبراهيم محلب، انشر خبرا، بالونة اختبار، انتظر رد الفعل، ثم انشر خبرا آخر ينفى الخبر الأول، وانتظر رد الفعل، مفيش رد فعل، اضرب الغلابة على قفاهم، حط إيدك فى جيوبهم، وادخل بقوة وأنت مطمئن أن الزبون الغلبان لن يصرخ ويقول: حرامى! فقد أصابته الضربات بالدوار وفقدان الوعى، وهو فى هذه الحالة أغرقه فى دوامات من إعلام الجن والعفاريت، وقهوة الملحدين، والرقص والجنس، وجمال المرأة، والطبيخ، وأهو مولد.

هذا ما حدث فى أول حالة سرقة من جيوب المصريين أطلق عليها وزير النقل اسماً آخر، رفع أسعار تذاكر المترو، وركاب المترو ليسوا من الأغنياء أو متوسطى الحال الذين تحملوا رفع الدعم جزئيا عن الطاقة، وصبروا حباً فى الرئيس، ومن لم يستطع توفيق أوضاعه مع أسعار الطاقة هبط من طبقة أصحاب السيارات الخاصة إلى طبقة ركاب المترو، فزاد الركاب الغلابة عدة آلاف حتى أصبح ركاب المترو ثلاثة ملايين يوميا، والوزير قدم مبررات وجيهة لزيادة الأسعار، وجيهة لكنها كاذبة، فالمترو يحقق خسائر، ولا يوجد بلد فى العالم سعر تذكرة المترو فيه جنيه.

ولدينا حاجة لتمويل الخطين الثالث والرابع، فالمترو يحقق خسائر، هذا صحيح، لكن من قال للوزير إن مرفق المترو يخضع لقانون السوق، قانون المكسب والخسارة؟! ألم يعرف الوزير أن المترو مرفق اجتماعى، يحقق شيئا من العدالة والكرامة للغلابة وهم ينتقلون من مكان لمكان؟! وبالطبع لدينا حاجة لتمويل الخطين الثالث والرابع، من قال للوزير إن التمويل يأتى من جيوب الفقراء، الذين يفرق معهم نصف الجنيه والجنيه؟! هل يعرف الوزير كم فتاة تعمل فى القطاع الخاص، وكم شابا، وكم طالبا وطالبة، وكم عاملا، وكم عاملة فى بيوت الأغنياء أو متوسطى الحال، هل يعرف عدد هؤلاء الفقراء الذين يركبون المترو ويجمعون نصف الجنيه مع الجنيه والجنيهين ليشتروا بها علبة كشرى وقت الغداء؟ ويقول لنا أيضاً إنه لا يوجد بلد فى العالم سعر تذكرة المترو فيه جنيه، وهذا أيضاً كلام وجيه ولكنه كاذب أيضاً، ربما لا يعلم أن بلاد العالم التى بها مترو بها صحة، وبها تعليم، وبها أكل، وبها شوارع ونظافة، وبها أيضا كارنيهات مجانية للمترو يحصل عليها الفقراء والمسنون، وبها أمن، وبها قبل كل شىء قانون، وبها وزراء يستقيلون فورا إذا فشلوا، وزراء يفكرون ويبدعون ويقدمون حلولاً لمشكلات، وزراء نعرف رواتبهم، ونعرف البدلات التى يحصلون عليها، وزراء يركبون المترو، فهل يركب وزير النقل المترو؟

التعليقات