تحقيقات

09:37 صباحًا EET

استعدادات لبدء موسم كسر القصب بالصعيد

استعدت قيادات محافظة الأقصر فى صعيد مصر لاقامة احتفالها السنوى ببدء موسم كسر القصب يوم الأحد المقبل – الموافق للرابع من شهر يناير لعام 2015 – فى احتفال يشارك فيه الالاف يتقدمهم محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين ومدير الأمن اللواء حسام المناوى وشخصيات رسمية وقيادات شعبية ، وتشارك فى الحفل فرق الفنون الشعبية والخيول العربية ، وينتهى الحفل باقامة أكبر مأدبة غذاء تشهدها المحافظة فى موعد يتجدد فى كل عام .

وكان المحاسب محمد عبد الرحيم رئيس شركة السكر والصناعات التكاملية قد وافق على بدء موسم كسر وعصر القصب بمصانع سكر أرمنت ، تمهيدا لكسر مليون و400 ألف طن من القصب ونقله الى المصانع على مدار خمس شهور متوالية لعصره وانتاج ما يقرب من 140 ألف طن من السكر ، ولك بحسب ما أعلنه المهندس محمد محمود مكى رئيس مصانع سكر أرمنت بجنوب محافظة الأقصر .

وويبدأ موسم كسر القصب وسط أجوا من البهجة بين الصغار ، والسعادة التى تغمر الكبار مع حلول موعد قطف ثمار عام مضى من الكد والتعب فى رعاية محصول القصب الذى يظل الزراع فى خدمته طوال عام كامل ، والذى يعد موسم كسره وعصره موسما للخير فى كل قرى صعيد مصر التى تمتد زراعات القصب فيها من المنيا شمالا وحتى أسوان جنوبا . فخير القصب فى صعيد مصر للجميع لمن يملك أرضا ويزرع قصبا ، ولمن لايملكون أيضا . فاللفقراء الذين لايملكون أرضا ينتظرون موسم كسر القصب لاطعام مواشيهم من  ” قلوحه ” – والأجراء من العمال ينتظرونه للعمل فى تحميله وفى كسره أحيانا . أما مخلفات القصب التى تمتلى بها الشوارع طوال موسم الكسر فيسعد بها فقراء كثر يقومون بجمعها واستخدامها فى التدفئة فى شهور الشتاء . كما يعد موسما رائجا لعمل عربات النقل والجرارات الزراعية التى تقوم بنقل المحصول الى مصانع السكر المنتشرة فى أرمنت وقوص ونجع حمادى وادفو وكوم امبو وغيرها من مدن صعيد مصر ، بجانب عمال شحن عربات الديكوفيل التى تجرها القطارات على سكك حديدة تخترق القرى والزراعات لنقل المحصول من المناطق القريبة من المصانع .

وتتعالى الأصوات المطالبة بتحويل موسم كسر القصب الى موسم سياحى فى اطار السعى لتنويع المنتج السياحى المصرى ووضع فعاليات جديدة على الأجندة السياحية للبلاد .

وتنشر زراعات القصب في محافظات صعيد مصر نظرا لأنه يحتاج لمناخ حار في زراعته .

واذا كانت زراعات القصب تستمر عاما وهى تلقى العناية والرعاية من الزراع ، فان موسم كسر القصب يستمر أكثر من نصف العام ، خلافا لموسم حصاد محاصيل أخرى مثل القمح الذى لايتجاوز موسم حصاده شهرا واحدا . وعلى الرغم مما يسمى بالحزام الأمنى الذى التهم مساحات كبيرة من زراعات القصب الواقعة على الطرق السياحية والسريعة فى اطار الاحتياطات الشرطية لمكافحة الجريمة وحوادث الارهاب وحماية السياح ، وعلى الرغم من زراعات الموز التى بدأت تحل محل كثير من المساحات التى كانت تزرع بالقصب فى السابق .

الا أن القصب مازال هو المحصول  الأول والأكثر شعبية واحتفاءا فى محافظات صعيد مصر .

القصب أيضا وزراعاته الكثيفة التى تمتد على مساحة الاف الفدنة فى الصعيد يعد مكانا امنا لاختباء المجرمين والخارجين على القانون ومكانا لمن يريد الأخذ بالثأر أو القيام بأعمال تخريبية وهو ما أدى – بحسب دراسة لمركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية – الى وجود قناعة راسخة في عقل السلطات الحكومية وأجهزتها الأمنية قبل قرابة عقدين من الزمان وخاصة مع تنامي حوادث الارهاب الموجهة ضد السياح والتي كان من أشدها عنفا حادثة الدير البحري الشهيرة غرب الأقصر في عام 1997التي راح ضحيتها 57 سائحا وسائحة ، حيث قامت أجهزة الأمن بإزالة مساحات كبيرة من زراعات القصب الواقعة على جانبي الطرق السياحية والسريعة ، خشية اختباء الجماعات المسلحة بها عند تنفيذ أعمال العنف ضد الشرطة والسياح آنذاك ، وذلك فيما سمى بالحزام الأمني الذي لايزال معمولا به حتى اليوم ، كما كانت زراعات القصب ومازالت عاملا مساعدا في ارتكاب العديد من جرائم الثأر  وهروب الكثير من الخارجين على القانون مثل خط الصعيد نوفل سعد الدين وعزت حنفى وياسر الحمبولى وغيرهم .

وقصب السكر جنس نباتي من الفصيلة النجيلية، يضم ستة إلى 37 نوعاً ” يختلف العدد حسب النظام التصنيفي المستخدم “. وهو من نباتات المناطق الحارة، وهو المصدر الأساسي لاستخراج السكر، أما المصدر الآخر فهو الشمندر السكري. تتطلب زراعته أرضاً خصبة وماء كثير ويظل في الأرض لمدة عام كامل، وتكون مصانع السكر في وسط مزارع القصب. تستخدم بقايا القصب بعد عصره في تصنيع الكحول.ويعتبر جنوب وجنوب شرق آسيا الموئل الأساسي لقصب السكر. نقله المسلمون خلال عصر الفتوحات إلى الوطن العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك صقلية والأندلس، ثم نقله المستعمرون الأوروبيون إلى العالم الجديد.

وتعتبر حقول زراعة قصب السكر مكاناً لكثير من المخلوقات منها ضفدع قصب السكر السام الذي تعاني منه أستراليا الأمرين منذ أن جلب في عام 1935 من جزر هاواي للقضاء على العناكب التي تغزو حقول قصب السكر في شمال أستراليا وتؤثر على حاصل الحقول مسببة خسائر كبيرة.

ومن العادات الشعبية في بعض البلدان التي تزرع قصب السكر منها المغرب ومصر عادة مص قصب السكر والذي له فوائد غذائية وصحية للحلق في معالجة الالتهابات. فكثيرا ما يمر الفلاحين وهم بطريقهم يسعون وهم يمصون عيدان قصب السكر, أما في مدن مصر فان محال عصر القصب منتشرة بصورة ملفتة للنظر.ويستخرج من القصب كثير من المنتجات منها ( الكحول – السكر – الورق)أما بالنسبة للسكر المنتج من القصب فهو من أجود الأنواع ويحتاج قصب السكرالى أرض طينية سوداء وثقيلة وغنية بالطمي وهي عادةً تكون في الصعيد المصري وقد تم عمل مصانع تقوم على قصب السكر بنجع حمادي في اقرب المدن للصعيد وأيضا من أكبر المدن الصناعية.وتمثل  البرازيل والهند و الصين و تايلاند و باكستان و المكسيك و كولومبيا وأستراليا و الولايات المتحدة و الفلبين الدول الأكثر دولا إنتاجا للقصب في العالم بحسب الترتيب .

التعليقات