مصر الكبرى

12:48 مساءً EET

العدوان علي غزة … سؤال اجباري لمصر ؟

الاسئلة في الامتحانات أنواع منها ما هو اختياري وما هو اجباري ، والاختياري منها أمره معروف وسهل أن نتجاوزه بحثا عن سؤال أخر نعرف اجابته ، وبهذا غالبا لا تواجهنا مشاكل مع هذا النوع من الاسئلة لوجود اختيارات ، أما النوع الثاني فهو المشكلة بعينها فإما ان تعرف اجابته أو تفقد درجاته ، وقد نتجاوز احيانا حينما نقف عاجزين غير قادرين علي الوصول لإجابة لمثل هذا السؤال وعندها يكون لنا العذر ، اما ان كان السؤال اجبارياً واجابته تنحصر بين خيارين كلاهما مر فتلك هي المشكلة فوقتها يقف المجيب بين نارين ، ولما لا والمطلوب منه أنه يجيب ورغم اجابته لن ينال ما يصبو اليه من تقدير ، وهذا هو الموقف الذي يقف فيه الرئيس محمد مرسي الأن بعد العدوان الغادر علي قطاع غزة وكأن الإسرائيليين يفرضون علي الرئيس سؤالا اجبارياً مطلوب الاجابة منه عليه في وقت ما زال الرئيس يحاول أن يلملم اوراقه ويراجع مقرراته ليستطيع الاجابة حين يوضع أمام أي اختبار .

فالرئيس فرض عليه اختبار في وقت اراه لم يكن مستعداً له استعداداً كافيا ، فالممتحن الاسرائيلي فرض علي الرئيس السؤال غير المناسب في الوقت غير المناسب ، فالأمر أصبح بالغ الصعوبة والتعقيد فبعد اختبارات كانت شفهية في البداية تمثلت في تسريب اسرائيل لخطابي الرئيس مرسي للرئيس الاسرائيلي بيريز أولهما خطاب الرد علي تهنئته بالفوز بالرئاسة وثانيهما خطاب اعتماد السفير المصري الجديد بإسرائيل – خطاب صديقي العظيم – واللذان اثارا ردود فعل غاضبة ولم ترضي عنهما فئات كثيرة من الشعب المصري ، وما أن هدأت ردود الافعال السلبية علي هذين الخطابين حتي فوجئنا بالعدو الاسرائيلي يعجل بالاختبار الصعب – قبل اختبارات نصف العام – وطلبت بطريقتها رد الرئيس علي سؤالها الاجباري ، ويجب علي الرئيس أن يرد وفي كل الحالات لن ترضي اجابته الجميع ، فان اقتصرت اجابته علي ما تعودنا عليه من ردود سابقة اجاب بها النظام المصري السابق علي اسئلة اسرائيل المتكررة وكانت اجابة النظام السابق تبدا من الشجب والإدانة والاستنكار وتنتهي عند سحب السفير ولا تتجاوز ، وإن جاءت اجابة الرئيس مرسي كسابقه فسيتعرض للإحراج ، وسيخرج البعض ليقول وما الفرق بين النظامين كلاهما يدين ويستنكر ولا يستطيع أن يفعل أكثر من سحب السفير .أما ان حاول أن يجيب عن السؤال بإجابة جديدة وغير تقليدية فليس أمامه الا أن يدخل علي خط المواجهة مع العدو الاسرائيلي في وقت مصر في وضع لا يسمح لها بأن تفرض عليها مواجهة في وقت غير مناسب لها ، أي أن الرئيس يقف ما بين الاحراج أو التوريط فأيهما سيختار ؟ ، ورغم عدم قبولنا بهذا العدوان الغادر علي قطاع غزة الا أن الرد المصري الرسمي الذي صدر عن رئاسة الجمهورية وكان عنوانه الرئيسي سحب السفير المصري من اسرائيل ودعوة مجلس الأمن لاتخاذ موقف من هذا العدوان ، فإنني أري أن هذا الموقف نظر فيه الرئيس للشارع المصري ورد فعله قبل اتخاذه مثل هذا القرار ، حيث أن كل هذه الخطوات المعلن عنها في البيان الرئاسي هي رمزية الدلالة وليس لها أي تأثير علي أرض الواقع ولن توقف العدوان ، بل ستجعل العدو الاسرائيلي يزيد من عدوانه لزيادة الضغط علي مصر وقيادتها – فهذا العدوان قُصدت به مصر قبل غزة – لإحراجه أكثر أو لتوريطه في مواجهة مصر بظروفها الحالية غير جاهزة لها ، وستزيد اسرائيل من عدوانها لتزيد سؤالها الاجباري صعوبة ، فماذا أنت فاعل في مثل هذا الاختبار يا سيادة الرئيس وبماذا ستجيب ؟ نتمنى أن يوفقك الله للإجابة الصواب التي تجنبنا الاحراج أو التوريط وإن كنت أري أن مثل هذا السؤال ليس له إجابة ثالثة ، بعد أن قرر المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر استكمال العملية العسكرية في غزة حتي تقول حماس كفي .

التعليقات