كتاب 11

11:00 صباحًا EET

«إنسانية دولتنا» أولى رسائلنا في 2015

لا تنفك وسائل الإعلام العربية والعالمية بما فيها القنوات الفضائية والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، في تغطيتها لحصاد عام 2014، تسلّط الأضواء الكاشفة على إنسانية دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أصبحت تعدّ من أكثر دول العالم عطاءً وتقديماً للمساعدات، وعلى حكمة قيادتنا الرشيدة وأياديهم البيضاء في تقديم المساعدات الإغاثية والإنمائية لمختلف دول العالم.

وعلى أن أهم ما يميّز سجل المساعدات والأعمال الإنسانية التي قدّمتها الدولة ولا تزال تقدّمها للبشرية جمعاء حول العالم أنه يمثّل نهج دولة، نهجاً يحمل أهدافاً إنسانية بحتة يتعدّى السياسة والحدود الجغرافية واللون والمذهب والحواجز الثقافية والعرقية والإقليمية والدينية.

لقد كان نهج قيادتنا الحكيمة الإنساني المتميز في تقديم المساعدات للشعوب والدول المحتاجة والتي تعاني وطأة المحن يأخذ أشكالاً إنسانية في غاية الرقي، تجسيداً للمعاني الإنسانية السامية وقيم التراحم والتعاطف، التي أرساها المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيّب الله ثراه- كجزء أصيل من البنية الأساسية للحياة الاجتماعية ومن التركيبة النفسية للمواطن الإماراتي.

وفي مقدّمتها إغاثة المنكوبين ونجدة المحرومين وتخفيف المعاناة حول العالم في أي زمان ومكان، ونشر ثقافة التكافل الاجتماعي، وتشجيع العمل التطوّعي في مختلف جوانبه الإنسانية، والتخفيف من معاناة الشعوب المحتاجة ومساندتها في تجاوز الأزمات التي تواجهها.

وإنقاذ أرواح الأبرياء والحدّ من آثار الكوارث والأزمات الإنسانية التي تشهدها العديد من دول العالم، ما منح دولة الإمارات العربية المتحدة صورة إنسانية مشرّفة ومقدّرة لدى هذه الدول وشعوبها، وجعلها تتبوأ مكانة رائدة في العمل الإنساني النبيل.

ولقد حضتنا قيادتنا الرشيدة على اتباع مبادئ ديننا الحنيف وقيمه الأصيلة وأهمّها حب الخير والبذل والعطاء ومدّ يد المساعدة لكل محتاج سواء أكان قريباً أم بعيداً، وكيف لا ونحن في بلد زايد الخير وخليفة العطاء ومحمد بن راشد المفضال ومحمد بن زايد كثير الرّماد وحمدان بن زايد الجواد و«أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك طَلْقة اليدين و«أم العطاء» سمو الشيخة هند بنت مكتوم آل مكتوم الكوثرة.

إن دور دولة الإمارات العربية المتحدة الذي تقوم به في المجال الإنساني مشهود له إقليمياً ودولياً، لأن الله قد حباها بقيادة حكيمة ذات حسّ إنساني فطري خيّر، وإن الجهود التي تبذلها الدولة من خلال المشاريع والمبادرات الإنسانية والإغاثية والتنموية التي تطلقها والهادفة إلى التخفيف من معاناة الإنسان، وجهودها المتواصلة في هذا المجال تبرهن على تميّزها في مجال خدمة القضايا الإنسانية حول العالم، ما يوطّد العلاقات بين الدول ويزيد الألفة بين الشعوب وينمّي التواصل بين المجتمعات الإنسانية.

وانطلاقاً من هذا الدور الإنساني الكبير الذي تكرّس على أكثر من صعيد وفي أكثر من بقعة في أنحاء العالم، جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- وبمتابعة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتقديم مساعدات عاجلة إلى المتضررين من موجة البرد التي تجتاح جمهورية تونس الشقيقة حالياً.

لتكون رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى في عام 2015 أنها دائماً في طليعة الدول التي تتحمّل مسؤولياتها الإنسانية والخيرية تجاه الأشقاء والأصدقاء وغيرهم، وأنها ستبقى تسير على هذا النهج الثابت في إطلاق الحملات والمبادرات الإنسانية والإغاثية والتنموية، وأنها لن تتخلى عن دورها الإنساني تجاه الشعوب الفقيرة وتجاه المناطق التي تتعرّض للكوارث والأزمات بكل أشكالها على امتداد المعمورة.

 

التعليقات