كتاب 11

12:45 مساءً EET

برلمان عز وسما المصري والإخوان

هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية-لسان حال المنصتين لبيان اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية المقبلة حول موعد إجراء انتخابات مجلس النواب-بعد عام دفعنا فيه من دماء الأبرياء ثمنا لحريتنا واستقرارنا.

إذا كان من المفترض أن نعتقد بأن النخبة هى من تقود المجتمع فليس عليها أن تحتكر إرادة المواطن،أو ينصب أفرادها أنفسهم أوصياء على إرادته السياسية في اختيار من يمثلهم في مجلس النواب القادم،ولعل فشل تجارب عديدة لتقديم ما يسمى بالقائمة الموحدة والقائمة المدنية وغيرها من أسماء ما أنزل الله بها من سلطان على أنها الخيار الوحيد شاهدة على محاولات فرض وصاية النخبة على الشعب.

يعزز هذا الرأي رفض الرئيس عبد الفتاح السيسى نصائح ليست مخلصة بتصدره للمشهد الانتخابي بحزب الرئيس أو قائمة الأغلبية ليستغلوا شعبيته في تصدر وجوه قديمة للمشهد النيابي،خيرا صنع حين نأى بنفسه وشعبه عن هذه اللعبة وإن بقيت بعض الرموز تستخدم قربها من مؤسسة الرئاسة في الدعايا .

من القوائم إلى الفردي،وفتنة ترشح أحمد عز مهندس سقوط نظام مبارك إمبراطور الحديد، ولا يخلو الأمر من تكهنات بتسلل عناصر الإخوان لبعض الدوائر على طريقة حصان طروادة الذى يقوده حزب النور السلفي ، وتهكم بإعلان الراقصة سما المصري نيتها خوض الانتخابات .

مخاوف مشروعة من أن يوصم المجلس بالراقصات أو الفلول أو الإخوان  لكنها تجاهلت إرادة ملايين خرجوا على فساد عز في 25 يناير وعلى حكم المرشد في 30 يونيو وما عاصرهما من وعى مجتمعى قادر على أن يهزم من يلعبون على أوتار السياسة والدين والجنس .

أما وقد وصل قطار 30 يونيو إلى محطته الأخيرة بعد دستور وانتخابات رئاسية رسمت ملامح الدولة المصرية ؛فلا داعى للإفراط في التشاؤم وافتراض السيناريوهات الأسوأ ما بين الحديث عن تأجيل وعدم جاهزية الأحزاب، وحل، وشبهة لعدم الدستورية.. سئمنا هذا الجدل البيظنطى الذى يهدم إرادة المواطن و لا يبنى الوطن .

نعم سيلعب رأس المال دورا مشروعا يديره من على شاكلة نجيب سويرس بضخ أموال طائلة لدعم قوائم وأفراد وأدوار غير مشروعة لغسيل السمعة وشراء الأصوات والسعى لاحتلال مراكز قوى لحماية أموال ومشروعات دارت حولها الشبهات، وسيلعب السلفيون بالدين الذى هو أفيون الشعوب لكن الكلمة العليا تبقى للمواطن صاحب الرأى والإرادة ويبقى دور الإعلام الإيجابي فى تعزيز هذا الرهان؛ فلا تساهموا فى تغييب وعيه وإضعاف إرادته .

عفوا أيها الخائفون والمتشائمون لا نريد برلمان تفصيل ولا ديمقراطية جاهزة بل نريده مراة للمجتمع بكل تكويناته وأيدولوجياته؛يضم تيارا مدنيا قويا يجمع بين اليسار والوسط،ولا يغيب فيه اليمين الدينى المتزن ولا تهمش فيه الأقليات أو الفئات الخاصة؛فمنع التعددية خطر،و الأغلبية لن تجمع على فاسد.

التعليقات