عرب وعالم

03:28 مساءً EET

فشل إنعقاد قمة حول أوكرانيا فى كازاخستان وتعزيز روسي عسكرى

تزامن فشل عقد قمة لبحث الصراع في أوكرانيا كانت مقررة، بعد غد الخميس، مع تطورات دراماتيكية في شرق البلاد، حيث سقط عشرة قتلى و13 جريحاً جراء سقوط قذيفة على حافلة في منطقة دونيتسك الإنفصالية التي يسيطر عليها مسلحون مؤيدون لروسيا.

وقال متحدث إعلامي إقليمي إن عشرة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 13 آخرون، اليوم، لدى سقوط قذيفة على حافلة ركاب عند نقطة تفتيش عسكرية قرب بلدة فولنوفاخا جنوب منطقة دونيتسك الواقعة في شرق أوكرانيا.

وأفاد المتحدث عن “مقتل عشرة أشخاص وإصابة 13 على الأقل”، مضيفاً أن الحافلة كانت تقل مدنيين من بلدة ماريوبول الساحلية لدى مرورها بنقطة التفتيش.

وكان الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو وجه الدعوة لزعماء روسيا وفرنسا وألمانيا لحضور اجتماع في آستانة عاصمة كازاخستان، لمناقشة الوضع في بلاده. إلا أن وزراء خارجية الدول الأربع قالوا، في بيان مشترك بعد محادثات أجريت في العاصمة الألمانية برلين في وقت متأخر من مساء أمس، إن عدم تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل فعال، والحاجة للاتفاق على كيفية تسليم المساعدات، والإفراج عن السجناء، يعني “أن هناك حاجة لمزيد من العمل” قبل عقد قمة.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجميع اتفقوا على أن التنفيذ الصارم لوقف إطلاق النار هو الذي سيمهد الطريق أمام اجتماع زعماء الدول في آستانة.

وأضاف ، في بيان، انه قد “تم التأكيد على ضرورة الالتزام الصارم بوقف إطلاق النار،” مضيفاً أنه سيكون هناك اجتماع آخر لما يطلق عليها إسم مجموعة الاتصال التي تضم روسيا وأوكرانيا و”منظمة الأمن والتعاون في أوروبا” والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وذلك لإيجاد سبل لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في عاصمة روسيا البيضاء، مينسك، في أيلول الماضي.

وقال لافروف أيضا إن هناك تفهما كبيرا لضرورة أن تنخرط كل الأطراف المعنية في أوكرانيا في محادثات عن تعديلات دستورية.
بدوره، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إن “الاختلاف في الرأي أظهر مدى صعوبة إحراز تقدم تجاه التوصل إلى حل سياسي أو عقد قمة في آستانة يتوقع منها أن تحرز الكثير وينبغي الإعداد لها جيداً.”

ورأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأسبوع الماضي، أن أوروبا لا يمكنها دراسة رفع العقوبات عن روسيا إلى أن تنفذ تماماً كل عناصر الاتفاق المؤلف من 12 نقطة، والذي جرى توقيعه في مينسك.

وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بعدم تنفيذ اتفاق مينسك وإنهاء الصراع في شرق أوكرانيا، حيث قتل أكثر من 4700 شخص، منذ منتصف أبريل الماضي، في القتال بين الانفصاليين والجيش الأوكراني.
وتضغط موسكو حتى يكون للإدارة المحلية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، قول في تحديد مستقبل أوكرانيا.

وفي غضون ذلك، نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف، قوله، اليوم، إن “جهود الوزارة (الدفاع الروسية) ستتركز على رفع القدرة القتالية للقوات المسلحة وزيادة تعدادها وفق خطط البناء العسكري، و”التركيز الأساسي سيكون على التجمعات العسكرية في القرم ومقاطعة كالينينغراد والقطب الشمالي”.

وفي نهاية ديسمبر الماضي، جرت المصادقة على الصيغة الجديدة للعقيدة العسكرية الروسية، والتي بقيت فيها المسائل الأساسية من دون تغيير، مع ظهور نقاط تتحدث لأول مرة عن تأمين المصالح في القطب الشمالي، وعن العلاقات التحالفية مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بالإضافة إلى أخطار الشركات العسكرية الأجنبية الخاصة.

وكما يعتقد معدو الصيغة الجديدة للعقيدة، فإن إمكانية نشوب حرب كبرى ضد روسيا تقلصت، لكن الأخطار العسكرية تزداد في عدة اتجاهات. وأشارت العقيدة إلى أن هناك اتجاهاً ملحوظاً لتغير طابع التهديدات العسكرية، إذ أنها تزداد في مجال الإعلام مع تنامي الأخطار الداخلية، بحسب ما ذكرت “روسيا اليوم”.

وتم تصنيف الدرع الصاروخية الأميركية ومخططات نشر أسلحة في الفضاء وتطبيق مفهوم “الضربة العالمية الشاملة” في قائمة التهديدات الخارجية لروسيا.

 

من جهة ثانية، نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء، اليوم، عن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيشكوف قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك في مراسم إحياء ذكرى ضحايا محارق النازية، والتي تقام في بولندا هذا الشهر.

وكانت مصادر قد رجحت في تصريحات لوكالة “رويترز”، أمس، عدم انضمام بوتين لزعماء العالم في معسكر أوشفيتز النازي، لأن مشاعر عدم الثقة الناجمة عن الصراع في أوكرانيا ألقت بظلالها على الترتيبات للحدث.

وفي سياق متصل، قال القائد العسكري لحلف شمال الأطلسي الجنرال فيليب بريدلاف، اليوم، إن الحلف يبحث تعزيز تدريباته في منطقة بحر البلطيق رداً على زيادة المناورات العسكرية الروسية في المنطقة الشهر الماضي.

وأضاف بريدلاف، خلال زيارة قاعدة للحلف في منطقة تشيتشين في شمال غربي بولندا: “سيطرأ عدد من التغييرات على برنامج تدريباتنا. السلسلة الأولى من التغييرات لن تكون في زيادة العدد، بل في دمج التدريبات… لتحضير قواتنا بشكل أفضل وإتاحة الفرصة للدول للعمل معاً كقوة تابعة لحلف شمال الأطلسي. لكننا نتطلع لزيادة بعض التدريبات.”

وأشار بريدلاف إلى أن روسيا تواصل تقديم المساعدة للمقاتلين الانفصاليين في شرق أوكرانيا، ما يعكر أجواء إجراء محادثات سلام.

وأضاف: “نعم كانت هناك فترة هدوء لكن لم يكن هناك هدوء في إعادة الإمداد المستمر والتدريب المستمر وتنظيم القوات المستمر شرقي خط الصراع. أنشطتهم ما تزال مثار قلق.”

التعليقات