آراء حرة

08:24 صباحًا EET

د. ماهر حبيب يكتب: مرض الإيدز الإرهابى

المجتمع الأوربى الأن مثله مثل الثوب العتيق المهلهل الذى تمزق بفعل الزمن وقد إخترقه الإرهاب وعشش فيه مختبئا فى ثنايا هذا الثوب وقد أصيب هذا المجتمع بالشيخوخة وفقدان الذاكرة الحديثة وأصبح لا يتذكر إلا الزمان الجميل وقت أن إشترى الثوب وكان جميلا وغاليا إشتراه منذ عصر النهضة ودفع فيه الغالى والنفيس من متجر فخم يسمى الحرية وأصبح لهذا المجتمع ذاكرة السمك لا يتذكر شيئا مما يحدث حوله فيعود من حيث أفلت للحظات قريبة إلى سنارة الصياد ليقع المرة تلو الأخرى ويصبح لقمة سائغة لمن يصطاد ومن يشترى.

هم يؤمنون بالحرية ويقدرونها ويعتقدون أن الأخر سيقدرها ولن يسيئ إستخدامها وتقع الحادثة تلو الأخرى فيتذكرونها لثوان معدودات ثم يعودوا ليغنوا نفس الإنشودة القديمة حرية حرية وينسوا أن لديهم مشكلة تنخر مجتمعهم تحتاج إلى الإصلاح ولا تحتمل التأجيل.
لديهم الإنترنت والذى أصبح وكرا للإرهابيين يتبادلون فيه التعليمات ويخططون ويتواعدون وينفذون تلك العمليات الإرهابية دون أن يتفتق ذهن القارة العجوز إلى أنه يجب وقف هذا الخطر وترك الحبل على الغارب فماذا سيخيف الإنسان من أن تكون هناك رقابة على ما يتداولونه على الإنترنت ما لم يكن وراء ذلك الخوف من شيئ ما ؟ ولماذا تكون هناك حرية مطلقة بإنشاء حسابات وهمية للإيميلات وحسابات التواصل الإجتماعى؟ ولماذا التشدق بحرية منفلته تؤدى إلى إراقة الدماء وجعل العالم فى وضعا أسوء مما يحلم به؟

والسؤال الأصعب هو لماذا تحتضنون الجماعات الإرهابية وترعونها أو على الأقل تتعامون عنها متصورين أنكم بمنأى عن ضررها مادامت تقتل وتذبح بعيدا عنكم؟

أتساءل لماذا تحركت الجيوش وإنقلب الحال بعد حوادث إرهابية تعد على أصابع اليد الواحدة ولم تهتموا عندما تم تهجير مسيحيي العراق بأكمله وبعد أن عملت يد الإبادة فى الإيزيديين وعندما ذبح الدواعش كل من يختلف معهم من مسلمين وغير مسلمين؟ ماذا فعلتم من أجل نيجيريا وقد أقامت بوكو حرام مجزرا أليا للبشر وأقامت مجازر يندى لها الجبين؟ ماذا فعلتم عندما أزاح الشعب الإخوان بعد أن تسلطوا على الشعب المصرى ثم أذاقوا الشعب المصري كل أنواع الإرهاب؟
مشكلتكم أنكم تعتقدون أنكم الأفضل فى كل شيئ ولا تستمعون لأهل الخبرة مغرورين إلى أقصى درجات الغرور حتى أصابكم الصمم والعمى ولم تعودوا قادرين على إتخاذ القرار الصحيح……إرهابنا وإرهابكم واحد نفس الفكر ونفس الأشخاص ونفس الوسيلة ونفس المصير ولكن الفرق بيننا وبينكم أننا عرفنا هذا الإرهاب وإختبرناه وإستفدنا من خبرات الفشل والنجاح أما أنتم فمثل المريض الذى يعيش فى بالونة معقمة خالية من الميكروبات وفجأة وجد نفسه فى مستنقع قاذورات وقد تراكمت عليه الميكروبات دون مناعة سابقة فيصاب بأشد أنواع الأمراض لأنه عديم المناعة مثله مثل مريض الإيدز ويبدوا أنكم مصابين بخرف الشيخوخة و مرض نقص مناعة الإرهاب معا.

التعليقات