مصر الكبرى

11:07 صباحًا EET

مخطط إسرائيل لاحتلال سيناء…بدء التنفيذ !

أحداث كثيرة تشهدها مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى اليوم، من بين سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وانهيار جهاز الشرطة، وبزوغ نجم إئتلافات شباب الثورة والصراعات الخفية بين الإسلاميين ، والفصائل السياسية الاخري وغيرها من الأحداث هروب المتهمين في قضية التمويل الاجنبي  ثم تولي الدكتور مرسي الرئاسة ومن بعدها بزوخ التيار الجهادي بسيناء واحداث ضرب الجنود علي الحدود وقطار الصعيد وا ….وا …. تلك الاحداث التى جعلتنا ننسى أن الأعداء يتربصون بنا من كل اتجاه ، وأن هناك جزء غال من أرض الكنانة فى خطر داهم منذ اندلاع الثورة . وهنا نحذر من تداعيات إهمال سيناء فى الوقت الحالي ، نعم هناك مخططات سابقة التجهيز لدى تل أبيب لإعادة احتلالها، مستغلة حالة الفوضى الأمنية سواء فى داخل شبه جزيرة سيناء، أو فى مصر عموماً. ويبدو أن إسرائيل ماضيه فى تنفيذ هذا المخطط مع دعوة المستوطنون اليهود السابقين فى سيناء وعقدهم لمؤتمر عاجل بعد سقوط نظام مبارك للتحضير لاحتلال سيناء مرة أخرى- والذي تستخدم فيه اسرائيل  الورقة الفلسطينية وتنظيم القاعدة ، وقد بدت ملامح هذا المخطط واضحة خلال الأحداث الأخيرة التى شهدتها أرض الفيروز، والتى كان أبرزها حوادث تفجير خط الغاز الطبيعي الدولي، إلى جانب حادثي الاعتداء على ميناء نويبع وقسم العريش واستخدام أسلحة عسكرية ثقيلة، تؤكد بما لا يدع مجال للشك على أبعاد المخطط الصهيوني لإثارة الفوضى والفراغ الأمني فى سيناء، ليكون ذريعة تبرر بها احتلالها العسكري لسيناء مرة أخرى.

هذه النتائج استقيناها من خلال استعراضنا لعدد من التقارير والدراسات البحثية الاسرائيلية التى نُشرت فى الأيام القليلة الماضية عن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية داخل سيناء، والتى ربما – وللأسف- تفوق مما ينشر فى صحفنا المصرية ووسائل إعلامنا عن سيناء التى باتت فى ظل الأوضاع السياسية التى نعيشها حالياً الجزء المنسي من الذاكرة المصرية عقب ثورة 25 يناير نتيجة لمظاهرات الاجتجاجات المستمرة فى ميدان التحرير والميادين الرئيسية فى عدد من المدن المصريةثم تبعها عدة قضايا هامة منها التمويل الاجنبي و محاكمة المخلوع وما شابه ويبدو أن الدراسة الصادرة عن مركز أبحاث الأمني القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب لخير دليل على النتائج التى توصلنا إليها، والتي تؤكد أن هناك مخططاً سرياً إسرائيلياً تم إعداده بعناية فى الوقت الراهن تمهيداً لإعادة احتلال سيناء من خلال إشاعة الفوضى والترويج لحالة عدم الاستقرار، حيث أشارت الدراسة العبرية إلى أن عمليات تفجير خط الغاز الطبيعي المصري فى سيناء بشكل مستمر، دون القبض على المنفذين تؤكد على أنهم استغلوا الفراغ السلطوي الذي نشأ في مصر عقب سقوط نظام مبارك، وضعف قوات الأمن المصرية التي تركز جهودها في المدن الرئيسية في أرجاء الدولة وحسب الدراسة العبرية التى أعدها صفوة من الخبراء العسكريين الاسرائيليين ذوى الخلفيات المخابراتية فإن   الأحداث المتلاحقة إلى جانب الارتفاع الحاد في عمليات تهريب الاسلحة والوسائل القتالية المتقدمة عبر سيناء إلى قطاع غزة تجعل سيناء  التحدي الأمني الأول لإسرائيل وتصنفها على أنها مصدرا للقلق في إسرائيل بسبب التداعيات الاستراتيجية التي من شأنها أن تحدث في أعقاب ضعف سيطرة الحكم المصري الجديد على أنحاء شبه الجزيرة، خلال الفترة القادمة. هذا القلق الإسرائيلي من تداعيات التدهور الأمني فى سيناء، وفى إطار المخطط الاسرائيلي العام للترويج لحالة الفوضى والفراغ الأمني بها حاول ترسيخه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، اللواء أفيف كوخافي- – عندما زعم بان قوات الأمن المصرية "تفقد السيطرة على مجال سيناء"؛ واتساقاً مع المخطط ذاته زعم تقرير نشره جهاز الأمن العام الإسرائيلي المعروف اختصاراً بـ "الشاباك" أن هناك منظمات إرهابية تستغل الفوضى التي تعانى منها السلطة في سيناء من أجل تهريب كميات أكبر من السلاح إلى قطاع غزة خاصة اثناء حرب الكيان علي غزة . وفى هذا السياق اشارت دراسة معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي إلى إن التطورات الأخيرة التى تشهدها سيناء، تستلزم من قيادات تل أبيب الأمنية والعسكرية إجراء فحص معمق للوضع ، وذلك في ضوء احتمال حدوث تحول استراتيجي في العلاقات بين إسرائيل ومصر، والذي من شأنه أن يؤدي إلى اتخاذ إجراءات وتدابير عسكرية وأمنية جديدة على الجبهة الجنوبية لإسرائيل والتى ظلت هادئة طوال ثلاثين عاماً هي فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. والتقدير السائد في إسرائيل حالياً هو أنه حتى لو لم تكن العلاقات بين البلدين وثيقة على غرار تلك التي كانت قائمة طوال معظم فترة حكم مبارك، سيستمر النظام الجديد في مصر بالتمسك باتفاقات السلام. أما بالنسبة إلى التصدي للإرهاب وللتهديدات الأمنية على إسرائيل، زعمت الدراسة الاسرائيلية أنه يمكن الافتراض إلى أن يستقر النظام الحاكم الجديد في مصر، وطالما بقيت أجهزة الأمن المصرية منشغلة بالدرجة الأولى بالتصدي لنتائج المظاهرات الشعبية في مراكز المدن الكبرى، ولم تنجح في أن توقف بفاعلية طرق التهريب في شبه الجزيرة، فينبغي على إسرائيل الاستعداد لوضع تبقى فيه منطقة الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل، أي فى سيناء، بؤرة لنشاط متزايد من قبل المنظمات الارهابية ضد أهداف إسرائيلية.
ويبدو أن التأمل فى هذه الدراسة يكشف لنا أبعاد المخطط الذي تعده إسرائيل لإعادة احتلال سيناء من خلال إثارة الفوضى وهو ما يتم تنفيذ حالياً من خلال استغلالها لبعض الفلسطينيين وعناصر من تنظيم القاعدة التى تسللت إلى سيناء خلال فترة الانفلات الأمني فى مصر، وربما ذلك يبرر تورط فلسطينيين فى حادث الاعتداء على قسم شرطة العريش، خاصة مع توجيه أصابع الاتهام لفصيل فلسطيني تابع لمحمد دحلان القيادي السابق فى حركة فتح الفلسطينية. وتفاصيل المخطط الإسرائيلي لإشاعة الفوضى الأمنية فى سيناء يمكننا معرفة ملامحه أكثر من خلال تقرير خاص نشره موقع "ديبكا" الاخباري العبري المقرب من دوائر الموساد الصهيوني، الذي زعم فيه أن سيناء باتت فى قبضة تنظيم القاعدة.
واستكمالا لمخطط الفوضى الإسرائيلي فى سيناء زعم موقع ديبكا أن القوات العسكرية الدولية فى سيناء في حالة تأهب قصوى منذ 7 أشهر خشية التعرض لهجمات من تنظيم القاعدة، وبالرغم من قيام قوات الجيش المصرية في سيناء لكنه يبدوا وأن قوات الجيش الإسرائيلي المنتشرة في المنطقة على إمتداد الحدود الإسرائيلية – المصرية تكتفى حتى الآن بالمشاهدة والرصد ولم تتدخل فيما يحدث بسيناء.
أخيراً قد يرى البعض ما استعرضناه فى تقريرنا بشئ من المغالاة منا ومبالغة فى رسم صورة للواقع الحالي على أرض سيناء، لكننا نؤكد أن انتشار الفوضى والفراغ الأمني فى اية دولة، يجعلها هدفاً مستباحاً ومطمعاً للدول الأخرى المتربصة وما أكثرهم من حولنا فى الوقت الحالي، وهنا لا يجب أن لا ننسى درس حرب 1967، ومن قبله درس حرب العدوان الثلاثي؛ لذا يجب علينا طرح كافة السيناريوهات ليتسنى لنا مواجهتها بفاعلية مستقبلاً خاصة فى ظل المتغيرات الإقليمية التى نعيشها وثورات الربيع العربي، ولكي لا نفاجأ ثانية باحتلال سيناء كما حدث من قبل والذي تعد عملية عامود السحاب الاسرائيلية بداية لمخطط الاحتلا ، عندما كنا فى ذروة قوتنا العسكرية، فدروس الماضي يجب أن تكون عبرة للحاضر والمستقبل. 

التعليقات