كتاب 11

08:08 صباحًا EET

متى يحضر السيسي عيد الفقراء؟

ربما لن تلوح الفرصة أمام الفقراء ليلتقيهم الرئيس في عيدهم ، أو يوجه إليهم كلمة بإعتبارهم ممثلوا الأغلبية الصامتة فى دولة النشطاء .

الـ40 مليون فقير الذين قصدهم الرئيس السيسي في خطابه بمناسبة عيد الشرطة متسائلا “عن موقعهم ممن يطالبوا بحقوق الإنسان وينكروا على هؤلاء البسطاء حقوقهم” لم يصل صوتهم أيضا لدوواين الحكومة التى تكبلها البيروقراطية والروتين إلا من رحم ربي،عفوا سيادة الرئيس: البسطاء لن تجدهم إلا في طوابير الانتخابات على شاشات الفضائيات وفي أجندة الساسة والأحزاب

الحرافيش – كما تناولتهم الدراما- بشر مثلنا ليسوا ملائكة أو شياطينا،بينهم العامل والكادح والعاطل والفلاح والأرملة واليتيم وأطفال الشوارع ،يلتقون دوما في طرقات “المستشفيات العامة” بحثا عن العلاج وعلى أرصفة “القشاش” وسلالم الأتوبيسات ،يتحدثون عن السياسية في طوابير الخبز واسطوانات البوتاجاز ويختزلون الحكومة في سيارات الشرطة ” الأتاري والبوكس”.

خرج الفقراء مع من خرج في 25 يناير 2011 يطالبون بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، دون أن يسعوا لمنصب أو حكم، وعادوا إلى بيوتهم عندما تعلقت مطالبهم على مشانق الثورة ،وقفز دعاة “الحرية والعدالة” على أحلامهم البسيطة.

امتنع الأغنياء ، فدفع الفقراء ما ادخروه في “شهادات” تمويل قناة السويس الجديدة ،إرادتهم هزمت دعاوى القتل والتخريب، فانحازوا لمصر الدولة والحكومة والقانون في 30 يونيو ، ومازالوا ينتظرون .

ينتظرون فرصا حقيقية لتوظيف طاقات شابة حصلت على أعلى المؤهلات ولا تزال عاطلة ، ينتظرون تأمينا صحيا شاملا لا يفرق بين غنى وفقير فى أولوية إسعاف ضحايا حوادث الطرق ، وأسبقية الدخول الى غرفة ” الإنعاش ” ، ينتظرون مظلة للحماية الاجتماعية تقيهم تقلب الزمان، ينتظرون برلمانا يعبرعن همومهم.

فأى عيد لمن لا مأوى لهم ولا عائل، وأى فرحة لمن يكملوا عشاءهم نوما ويلتحفون بالسماء علها تقيهم برد الشتاء .

يدهشوك كلما سألت عن حالهم بـ”بحمد لله”وتمنى دوام “الصحة والستر” إنهم سواد الشعب،وملح الأرض

التعليقات