عرب وعالم

09:53 صباحًا EET

مهنة الأنبياء ممتدة إلى اليوم: «الرعي» في سلطنة عمان.. اختلاف في العادات وتشابه في الغايات

 منذ قدم الحضارة والتاريخ رافقت تربية الماشية ورعيها الإنسان سواء في المجتمعات البدوية أو الريفية وحتى في المدن، بل تواصلت معه حتى وقتنا الحالي رغم المتغيرات البيئية والاجتماعية التي ألقت بظلالها السلبية على هذه الحرفة كالتصحر وتراجع الغطاء النباتي وطغيان النمو العمراني على حساب المساحات الخضراء والاتجاه إلى الأعمال المكتبية التي يعتبر مردودها مجزياً أكثر مقارنة بتربية المواشي التي ربما يعدها البعض الآن هواية أو أصبحت حكرا على ربات البيوت.

برغم من كل ذلك لا تزال حرفة الرعي التي كان يقوم بها عدد من الأنبياء والرسل مستمرة تتوارثها الأجيال ولها أهلها ومحبّوها في مختلف مجتمعات العالم برغم اختلاف أشكالها نتيجة لخصوصية البيئة والمتغيرات الاجتماعية، ومن بين هذه المجتمعات مجتمعنا العماني العربي الذي رغم التراجع الملحوظ الذي تسجله هذه الحرفة فيه إلا أنها ما زالت مستمرة بين مختلف فئات المجتمع العماني .

كانت ومازالت تربية الماشية حرفة لا غنى عنها للإنسان العماني لا سيما في المجتمع البدوي اذ تعتبر الدخل الوحيد تقريبا لأصحابها الذي يعتاشون عليه ويلبون منه متطلبات الحياة،

وتتنوع أشكال الرعي طبقا لنوع الماشية حيث يتم رعي الاغنام والضأن في مختلف محافظات سلطنه عمان .

ولا توجد اختلافات كثيرة في مظاهر رعي الماشية بين ولايات السلطنة المختلفة، حيث غالبا يشترك الرجال والنساء في حرفة الرعي التي تكون عادة في فترة الصباح أو المساء أو الفترتين معا أو طوال اليوم .

ويتنوع الرعي ما بين رعي فردي او جماعي

وعادة ما تصاحب فترة الرعي طقوس معينة كجمع الحشيش (الاعشاب والحشائش والنباتات الصغيرة) او القرموص خلال فصل الصيف (ثمر شجرتا السمر والغاف) أو إسقاط الأوراق بعود إحدى الأشجار يسمى (المحجان) وذلك لإطعامها للماشية التي لا تسرح كالأبقار أو تلك المريضة والتي لا تقوى على السرح.

ويستغل بعض الرعاة المساحة الزمنية للرعي في البحث عن العسل بين الأشجار وفي الكهوف والمغارات او تجميع الحطب لغرض الطبخ قبل ان ينتشر استعمال الأفران التي تعمل بالغاز، او قد يشتغل الذكور من الرعاة بالقنص كما كان الوضع عليه في الماضي منذ عقود.

ومن الطقوس التراثية التي ورثتها الأجيال والمصاحبة لحرفة الرعي في سلطنة عمان فن التعويب (فن تقليدي) الذي تشتهر به نساء الريف حيث تنشد النساء مقاطع شعرية بألحان شجية ترويحا للنفس وتمضية للوقت ترددها النسوة فيما بينهن على هيئة مساجلة.

التعليقات