كتاب 11

07:55 صباحًا EET

الكساسبة وبولا

بلدان مختلفة واماكن مختلفة وديانات مختلفة ونهاية واحدة  والفاعل واحد .

معاذ الكساسبة :

طيار أردني  شاب يبلغ من العمر 24 عام عندما طُلب طيارين لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق والشام “داعش” كان من المتقدمين لإحساسه  بالمسئولية تجاه هذا الخطر الداهم الذى يهدد الكيان البشرى ذلك الفيروس الذى يهدد ويحلم بالقضاء على البشرية .

ولكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن وسقطت طائرته في يوم مشئوم وبدأت  المفاوضات على اطلاق سراحه مقابل الإرهابية “ساجدة الريشاوى” ولكن الصفقة لم تتم لظروف  غير معروفة، وجاءت الأخبار الحزينة  الاسبوع الماضي  بإعلان ذلك التنظيم الإرهابي بحرق البطل الطيار “معاذ الكساسبة ” فى فيديو عندما تشاهده تشعر وكأنك تشاهد أحد أفلام هوليود وتصاب بالحزن والاكتئاب والدهشة والحيرة مجتمعين كلهم فى نفس الوقت .

نتيجة ما يحدث حولك وكيف وصلت الأمور إلى ما نحن أمامه الأن، ولكن بعد التفكير الكثير تكون النتيجة انك عدت من حيث ما بدأت وكأنك تدور في متاهة مفزعة لا تعرف لها أول من أخر حتى تتمنى من الله سبحانه أن يكون كل ذلك كابوس وستفيق منه قريباً للتأكد أنه لم يكن أكثر من مجرد كابوس رايته في منام نحاول أن نهرب من الواقع ولكنه للأسف واقع.

وما هو الا وقت قليل كان يفصلنا عن أخبار أخرى سيئة تحمل نفس الطابع وهى 
بولا منصور:

أسم لشاب يبلغ من العمر 19 عام طالب بالسياحة والفنادق من أحدى قرى محافظة المنوفية لا أحد يعرف عنه أي شيء من قبل ولم يكن أسمه حتى معروف لغير أهله وأصدقائه وأعتقد بانه لم يرغب في لحظة أو يتمنى أن يكون هو رحمه الله أو أياً من أفراد أسرته أن يكون أسمه معروف بما عرف به فيما بعد ليس لشئ ينال من شخصه أو سمعته لا سمح الله بل لأنه سبب معرفة الكثير باسم بولا منصور أتى نتيجة الحادث البشع الذى تعرض له وأودى بحياته لقد حرق الإخوان الإرهابين “بولا منصور” أثناء تواجده فى عمله بإحدى المطاعم الشهيرة حرقوا بولا حتى تفحمت جثته تماماً طبقا لرواية كل من راؤه.

حرقوا بولا بالرغم من أنه لم يكن طيار في تحالف يقصف “داعش” في العراق والشام وأن كانت تلك ليست جريمة فقصف هؤلاء والقضاء عليهم واجب، ولكن “دواعش” مصر لهم رأى اخر فيكفى بان أسمه “بولا” ويكفى انه أحد الكفار في وجهة نظر هؤلاء، الذى يأمرهم الاله الذي يعبدوه بأن يحرقوه ويقتلوه ويقضوا عليه حتى يشعر ذلك الاله المريض نفسياً بالسعادة وكانه هذا الاله المزعوم الذين يتحدثون عنه هؤلاء الدواعش خلق باقي البشر لكى يذبحوهم هؤلاء الغجر والرعاع!!

قتلوا الدواعش معاذ وقتلوا ايضاً بولا بالرغم من ان معاذ كان مسلم لكنهم قتلوه وسيقتل الدواعش أي أنسان لا ينتمى (للديانة الداعشية ) التي ينتمى اليها هؤلاء السفاحين.
ولكن فى قراءة لتبعات المشهد رأينا الأردن شعباً وملكاً وجيشاً أنتفض للقصاص من اولئك الدواعش، ولكن فى مصر حرق بولا ورحل ولم نسمع صوت للدولة يقول بأنها ستثار لبولا وسط حالة غريبة من انبطاح الدولة أمام هؤلاء فأبناء مصر يتساقطون كل يوم ما بين قتيل وحريق والدولة ومسئوليها يكتفوا يا اما بالصمت أو بإصدار بيانات مخزية تجلب لهم من العار أكثر ما جلبه صمتهم المقزز.

وأعود في النهاية وأكرر ما بدأته بأن شهيدان فى بلدان مختلفان ودينان مختلفان ولكن القاتل واحد وبنفس الطريقة فانتبهوا لأن القادم أسوء .

التعليقات