كتاب 11

09:11 مساءً EET

رسائل سلمان‎

في الوقت الذي انشغل فيه الجميع بسلمان بن عبدالعزيز انشغل هو بالمملكة العربية السعودية مما أربك الجميع ، لأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم على رأس دولة يتعاظم دورها الروحي و السياسي قبل الاقتصادي بشكل مضطرد يكاد ان يكون لحظياً في الكثير من الملفات.

لذلك تأتي بعض القراءات في شكل تمنيات من ذلك البعض ، و في شكل تلمس عن قرب من آخرين مثلما فعله الرئيس اوباما في زيارته الاخيرة للرياض ، لياتي الرد ” لا تغير في السياسة النفطية ، سوريا او الملف النووي الايراني ” عبر الصفقة التي يعد و يسوق لها الرئيس اوباما شخصيا أمريكيا و دوليا ، و التي تواجة برفض من الجميع .

 حتى الان  خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مشغول بأمر واحد هو ” ماهية الدولة و دينامكية اجهزتها التنفيذية ”  لذلك جاء برنامج اعادة هيكلة الجهاز التنفيذي المباشر له هو الاولوية الاولى ، و لياتي بعده  ما نشهد من اعادة التدوير الاداري في القطاع الاقتصادي المملوك للدولة او بضخ دماء جديدة لرفع مستوى الاداء ليحاكي المطلوب من ذلك القطاع لخدمة الرؤية الاستراتيجية للمملكة ، و الذي سيشهد لاحقا اعادة تموضعة سوقيا ( برامج خصخصة ) تأتي لخدمة تطوير الاداء العام للاقتصاد السعودي المعتمد على النفط في بنيته الاساسية و لإعطاء القطاع الخاص دور اكبر من اجمالي الناتج الوطني و الذي يقارب ٦٠٪ الان ،  ثانيا ، استكمالا لبرامج تمس تحقيق العدالة الاجتماعية عبر طرح اجزاء من ذلك القطاع المملوك للدولة للاكتتاب العام في المنظور القريب . فالاقتصاد هو كل السياسة و أول السياسة التنمية ، و التنمية لخدمة المواطن ، لذلك يجب ان تكون نظرتنا لتطوير الاداء كآلية هى في حد ذاتها مبتغى و هدف استراتيجي ، و التطوير الاداري هي اكبر التحديات المستدامة عالميا .

الادارة هي مدخل سلمان بن عبدالعزيز للحكم عبر تجربته الخاصة ، لذلك هو ليس معني بالقراءات في سلمان كما يشتهي البعض باختزالة عبر مواقف سياسية ، و الكل يعي ان كل السياسة متغير و السعودية ثوابت ، و هي دولة عتيدة رغم تاريخها الفتى قياسا بالكبار و هي منها بامتياز . لذلك عندما أعلنت الدول الخليجية عن حزمة الدعم الجديدة لمصر لم تكن خطوة استدلاليه لكون العلاقات الخليجية المصرية أعمق من ذلك بكثير . إما من أراد الاستدلال فأن المناورات السعودية المصرية في البحر الأحمر تحت اسم ( مرجان ١٥ )  هي الإجابة الفصل ، فرسالة تلك المناورات هي ” السياسة شىء و تهديدات الأمن القومي شأن اخر ” ، حيث تعتبر هذةالمناورات القائمة الان هي تنفيذ عملية انتشار و تعبئة تكتيكي مهما كان قرار مجلس الامن اليوم ( مساء الأحد ) ، و ان الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس هو امر مشروع تقره كل المواثيق الدولية  و هذا الإجراء الاحترازي من قبل اكبر دولتين تطلان على البحر الأحمر هو حق مكتسب يجب ان يحترم  ، بل أنهما تستطيعان فرض ذلك الاحترام ان لزم الامر ذلك .

اليوم استقبلت الرياض سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ،  و الأقرب للافتراض ان للزيارة برنامج عمل متصل باجتماع وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون يوم امس السبت ، مما قد ينبئ بأسبوع حافل بالحراك  الدبلوماسي على مستوى عالي بأتجاة الرياض للبت في اكثر من ملف يتعلق بتهديدات تمس الأمن القومي الخليجي و العربي سوف يكون الملف اليمني على رأس تلك الملفات .

التعليقات