كتاب 11

06:40 مساءً EET

في خطاب اوباما

في خطابة الافتتاحي قبيل انطلاق قمة البيت الابيض لمحاربة الارهاب ، قال الرئيس اوباما الكثير حول مصدر كل الشرور بشكلاً مباشر او بتوظيف التورية اللغوية تحديدا فيما يتعلق بالسعودية و اختها الصغرى البحرين ، لكنه كان واضحا جدا في تحديد مصدر كل تلك الشرور و مستودعها الاول الا وهو العالم العربي من الشرق الاوسط الى الشمال الأفريقي . 

في ذلك الخطاب تناول الرئيس العدالة الاجتماعية ، الحقوق السياسية ، الحريات بما فيها حرية ممارسة المعتقد الروحي  ، و هي في مجملها حقيقية و تستوجب موقفا شجاعا في مجابهتها لا الهروب منها ، لكن كعادة السياسية الخارجية الامريكية المتنصلة من كل مسئولية تسببت هي فيها بشكل مباشر عبر تدخل عسكري او  اخر سياسي . لذلك كانت كلمات الرئيس اوباما في تناولة للصراع في الشرق الاوسط تنم عن قلة حصافة و صلف موهوما بجائزة الأوسكار ( النوبل ) التي نالها قبل دخولة البيت الابيض لما احيا من الأمل في شعوب العالم !! 

 

الرئيس  لخص ان آس الصراع هنا هو طائفي ، اي سني شيعي لا سياسي بين مشروع توسعي إيراني استوجب ان يواجة باخر عربي ، و ان من أوقد العداء و المذابح على أساسا طائفي هو الغزو الامريكي للعراق و تسليمها لايران عبر سياسات أمريكية  رعناء . و ان حال العراق قبل ذلك الغزو الاجرامي كان دكتاتوريا و صديق حميم ، بل و خادما مطيع للمصالح الامريكية حتى تقرر إنهاء خدماته . صدام كان يقتل من كل الملل و الطوائف العراقية ، لكن ذلك قد تغير بعد غزو العراق ، حيث تم استهداف كل الملل و الطوائف فيما عدى طغمة الأحزاب الشيعية المتسلطة الخادمة و المؤتمرة بأمر ايران . و لو تكرم الرئيس اوباما بالاطلاع على تقارير المفوضية السامية لحقوق الانسان لأكتشف ان كل التقارير تؤكد حدوث جرائم في حق الانسانية و اخرى صنفت كجرائم حرب و إبادة نفذت من قبل  تلك الأحزاب الخاضعة لايران حتى الان .

 

هذا الرئيس الذي لم يستطع الوفاء بإي من الوعود التي قطعها للفلسطينيين او العرب في اكثر من مناسبة ، بل انه في احدى المناسبات اضطر لمغادرة المكتب البيضاوي هربا من قلة الذوق المعهودة في رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو . فمثلا هل يعقل ان يبلغ الضعف  باقوى رئيس في العالم  حتى يعجز قول ” انتهى الاجتماع ” بدل الهرولة الى السكن الرئاسي و هو يزبد . و ها هو في هذا الخطاب لا زال يزبد بعد ان رد العرب الباب في وجهه برفضهم حلولا خائبة رفضها الامريكان قبل اي احد اخر حول سوريا ، العراق ، ليبيا الى اليمن و الملف النووي الايراني ، ناهيك نظرة الغضب من  الخطوة المصرية الليبية في استهداف معاقل داعش ، و بتفسيره ذلك بالتطاول على ارادة مكتبة الكوني و بتحديها لحوار المصالحة المهزلة الذي تديره الولايات المتحدة بغطاء اممي . ذلك الاستهداف لمواطني مصر من قبل داعش ما كان الا لخدمة هدفين الاول سياسي بالضغط على مصر لإخراجها من المعادلة الليبية و التشكيك في أهلية القيادة المصرية ، اما ثانيا ، فهو الاستنزاف الأمني و المعنوي لمصر عبر التصعيد في  العمليات الارهابية عبر الحدود المصرية الليبية لتخفيف الضغط عن المنظمات الارهابية العاملة في سيناء . 

 

مصر و ليبيا تصرفتا كما يجب ان يكون علية التصرف لما يمثلة الارهاب من تقويض لأمنها الوطني ، و على مصر و ليبيا و من معهم من العرب في ذلك الجهد النوعي عدم التوقف حتى القضاء المبرم على كل مصادر التهديد المباشر لأمن الدولتين ، و لكون تلك التنظيمات الارهابية تعتبر هدفا مشروع لأي سلطة شرعية حسب كل قرارات الشرعية الدولية .

 

و بالعودة مرة اخرى للجوانب المحفزة لهؤلاء الشباب الذاهبين للجهاد ، حيث وصفهم بالفاقدين للأمل  بتحقيق ذاتهم في بلادهم الام المنتجة لثقافة الارهارب ، و هنا أغفل الرئيس اوباما جزئية حيوية هنا ، ففخامة الرئيس لم يتكرم بشرح الظروف الاجتماعية و الاقتصادية التي أنتجت من انضم للقتال في صفوف داعش من مواطني اوروبا و الولايات المتحدة !!! فهل سيتكرم علينا فخامة الرئيس بشرح تلك الأسباب حيث يمثل الامريكان و الأوروبيين ما يتجاوز ٣٥٪ من مقاتلي داعش . او ربما التطرق للصمت الامريكي عن تأمين حليفة العتيد تركيا و العضو في حلف الناتو الملاذا الآمن لمقاتلي داعش على أراضيه حسبما ما جاء على لسان جهات رسمية امريكية و اوروبية . 

 

لقد تعلمنا من تاريخ الولايات المتحدة الحديث ان لا قيمة للدم العربي يا فخامة الرئيس لذلك يتوجب علينا مجابهة الارهاب لانه مشكلتنا نحن على اراضينا و دولنا العربية ، اما بخصوص مد يد العون المعرفي بالاتصال المباشر كما جاء في تصريحك بمليون شاب عربي عبر حساباتكم مثل حساب وزارة خارجيتكم ( بالعربي ) او عبر برامج اخرى ، فلا بأس من ذلك ، لكن ما فات فخامتكم  الانتباة ان عشرات الملايين من الشباب العرب ينشطون مع أقرانهم حول العالم عبر وسائط الاتصال الاجتماعي في كل المجالات الاجتماعية منها ، الفنية ، العلمية  ، المعرفية  و حتى التجارية .

 

العالم العربي كما جاء في تصريحاتكم يوم امس يعاني من ازمة الفراغ السياسي الذي تعمق عبر توظيف أدوات الفوضى ، و انا هنا لا الوم احد لأننا دولاً و شعوب يستوجبنا التاريخ اجتياز هذا التحدي عبر تحديد اولويات تتناسب و تحديات نتائج الفراغ . لذلك يمثل الليبي اولوية قصوى يجب ان تكون الكلمة الفصل فيه للارادة الشرعية الليبية ، و بعدها نتناول باقي الملفات تباعا مع ضرورة الاستمرار في الإصلاح السياسي و الاجتماعي في بلداننا . 

 

 ان قيمة فاتورة الموقف الامريكي الان ستدفع مضاعفة سياسيا عندما ستحتاج الاولويات المتحدة فيه لجهد حلفائها العرب في مواجهة التوسع الصيني في بحر العرب و ما يتجاوز ذلك ، و الأهم من كل ما سبق هو ان العالم العربي يتغير سريعا ، و اننا قد رفعنا يافطة ” محطة تزود بالوقود ” التي رضينا بها إبان الحرب الباردة من على الأراضي العربية ، و على الولايات المتحدة ان تعي ذلك سريعا

التعليقات