آراء حرة

12:55 مساءً EET

منة محمد تكتب: للكبار فقط “+18”

بسبب هذا العنوان “+18” سوف أجد الموقع يهتز من كثرة الزائرين والباحثين عن المقالات والصور والفيديوهات التي تسمى تحت باند “للكبار فقط” !.
وهذا ما يفعله 99% من المواقع الإلكترونية المصرية من أجل جذب القارئ وحصد عدد كبير من الزوار لزيادة ترتيب الموقع ليدخل ضمن المنافسة الكبرى “من سيحصل على لقب الموقع الأول في الوطن العربي”.
 
وبهذا يتحول المواقع الإخبارية إلي مواقع صفراء “تعتمد على اللعب بالغريزة (الجنس) ” متخفية في بعض الأخبار التي لا تجذب 40% كحد أقصي من زوار الموقع الحقيقي .. وصارت الأخبار الجنسية تتصدر صفحات المواقع الرئيسية والأكثر قراءة.
 
فمثلاً إنتشرت أخبارالنجمة كيم كارديشيان، حيث كان آخر الأخبار التي نشرتها الصحف عنها ” شاهد الصور العارية لكيم كارديشيان”, وغيرها لكثير من النجمات والراقصات كصافينار. 
ونوع آخر من اللعب بالغريزة عن طريق معلومات طبية غير حقيقية وإليكم بعض عناوين هذه النوعية الرخيصة من أكبر المواقع وأشهرها في مصر.. فمن عناوين الموقع الخامس على مصر بتصنيف “اليكسا” موقع ترتيب المواقع على الإنترنت ( “الدلع يزيح الوجع”.. دراسة: دلالك لزوجك يحسن صحة قلبه) .. و الموقع السابع (لا تخجلي من 4 أفعال في العلاقة الحميمية).. أما من عناوين الموقع التاسع (أسباب فشل العلاقة الحميمة “ليلة الدخلة”) (الوقت المثالي لممارسة الجنس في رمضان بعد الإفطار بـ3 ساعات).. وجاء الموقع الحاصل على أفضل موقع عربي بمنتدى الصحافة الإلكترونية بـ (أشهر عارضات أزياء يكشفن سر رشاقتهن.. و«كريستنسن»: الجنس أفضل تمرين).
 
وهذه مجرد أمثلة من المواضيع التي تملئ المواقع الإلكترونية الكبرى!.
وشكل آخر من أشكال التلاعب بالألفاظ في الجانب الجنسي لجذب الزوار هو نجومية بعض الأحداث مثل مصطلح “العنتيل” الذي إنتشر بكثرة في الآونة الأخيرة , فهذه النوعية من الكتابة لم نكن نراها سابقاً سوى في الجرائد الصفراء “تحت السلم” ولكن الأن اللعب أصبح على المكشوف!.نحن أمام أزمة حقيقية ولكني لا أعلم هل هي أزمة أخلاق ومجتمع أم أزمة رقابة على المواقع والبحث فقط على “الترافيك الحرام” وليس مضمون أو محتوى محترم.
فكيف لصحافة توجه الرأي العام, إن تقدم هذا المستوي المتتدني من الأخبار والصور وغيره ..أم إنها سياسة دولة هدفها إشغال عقول الشعب بغرائزهم للإبتعاد عن الحياة السياسية.
 
لا أعلم لمن أوجه حديثي الأن.. لرؤساء تحرير المواقع الإلكترونية أم للمحررين أم للشعب أم للدولة.
تعلمت أن الصحافة هي ميثاق وشرف فأين الشرف في مثل هذه النوعية الرخيصة من الاخبار؟
وتربيت على الأخلاق التي حث عليها جميع الأديان, فكيف عندما نرى مثل هذه النوعية من الأخبار نجري لنرى محتواها ؟
 
وفي نهاية حديثي أريد أن أُّنّوه “نحن من نستطيع تغيير كل شئ سلبي, كل شئ خطأ لنجبر الجميع على العودة للطريق الصحيح والبداية من جديد”.

التعليقات