كتاب 11

07:03 صباحًا EET

كل اليمن دروب

يمكن اختزال المشهد اليمني بهذا البيت للشاعر عبدالعزيز المقالح عندما قال ” لا بد من صنعاء و إن طال السفر ” لصنعاء رمزية تتجاوز السياسة و هي كل السياسة في آن  . فالوحدة اليمنية مثلت احد اهم ملامح نهاية الحرب الباردة جنوبا بعد توحيد المانيا شمالا . الوحدة اليمنية مثلت رغبة سياسية إقليمية و دولية في وئد مشروع سياسي و استنهاض اخر قابل للاستدامة منتمي للواقع السياسي عالميا و اقليميا ، لكن الرئيس علي عبدالله صالح تصرف كالفاتح المستعمر لا المؤتمن على مشروع وطني فكانت حرب ١٩٩٤ ، و تعتبر ” الدولة العالة ” اهم نتائج تلك الحرب

.

 

اليمن كغيرة من الدول امتحن خلال الربيع العربي و لكن نظام علي صالح تفاجأ بتخلي الجميع عنه  ، و عندما تقدم مجلس التعاون بمبادرة للحل ماطل حتى رضخ لاحقا بشكلا تكتيكي ليس الا . علي عبدالله صالح ” عفريت العلية ” يدرك انه لا شى دون كرسي الرئاسة ، و ان المسائلة القانونية ستتلو خلعه ليستتبعها نزع ثروته و التي تقدر بحوالي ٦٠ مليار دولار حسب اخر تلميحات بمن في ذلك مؤسسات تابعة للأمم المتحدة . 

 

الحوثي و صالح خصمان لا يستئمن احدهما الاخر ، و ان الدم الذي بينهما ليس سبب ذلك بقدر ما هي انتهازية الطرفين و ما حل البرلمان و تأسيس مجلساً اخر بعد البيان الدستوري للحوثيين الا تأكيدا لذلك ، و لسحب البساط السياسي من تحت حليفهم التكتيكي  صالح . و الحوثي هنا يوظف عرف و آلية شراء الولاءات التي برع في توظيفها نظام علي صالح في ادارة الدولة سياسيا ، لكن تطور الموقف السياسي لدول مجلس التعاون من حيث التوقيت قبل و بعد انتقال الرئيس هادي من محبسه في صنعاء الى عدن غير من واقع موازين القوى ميدانيا . ان قرار نقل عمل سفارات اربع دولا خليجية الى عدن يجب ان يقرأ بما يتجاوز العرف الدبلوماسي و ليؤكد موقفا سياسي  سوف يدعم بكل الأدوات السياسية ، و ان المبادرة الخليجية الان هي المرجعية السياسية الوحيدة . 

 

الرياض كانت محجة العالم العربي و الاسلامي لاكثر من أسبوعين الان آخرهما القمة السعودية المصرية و السعودية التركية يوم غداً ، و هذا الجهد السياسي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز  هو بهدف تأسيس قاعدة عمل عربية إقليمية من جانب ، و عربية إسلامية من جانبا اخر من حيث الرؤى الاستراتيجية ، هذا اولا ، اما ثانيا فهو لوضع اليات تنفيذية لكل ملفات المنطقة حسب أولويات تتناسب و موقعها من سُلم الامن القومي . و المثلث الإقليمي الممثل بالسعودية و مصر و تركيا المجتمعة في الرياض يجب ان لا تقرأ كتحول في المواقف بقدرما هي تفعيل للمكن من مقاصد السياسة في خدمة المصالح الوطنية .

 

كل الملفات ستكون حاضرة في الرياض مقرونة بجهدً دبلوماسي خارجي يقوده سمو الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ربما بهدف شرح موقف القيادة السعودية من كل تلك الملفات و على رأسها الملف النووي الايراني و من مقترح الرئيس اوباما الشخصي لشكل الحل النهائي لذلك الملف ، ثانيا ستكون الملفات الاخرى هي سوريا ، ليبيا و اليمن ، ثالثا الحرب على الارهارب . الملف اليمني سيحظى  بحيزاً خاص لما يمثلة انزلاق اليمن لحرب أهلية من اخطار ستهدد امن جيرانها و سلامة الملاحة في خليج عدن و باب المندب ، ناهيك عن الوضع الانساني في حال وقوع ذلك ، او طبوغرافية اليمن التي سوف تعمق من حجم الماساة الانسانية .

 

على الرئيس هادي الان  تفعيل الارادة الوطنية عبر ما توفر له من أدوات دستورية و قانونية مدعومة بارادة وطنية ممثلة بالقوى السياسية اليمنية و القيام بتشكيل مجلس انتقال وطني ، ثانيا توفير كافة سبل الدعم الممكنة للحراك الميداني المناهض للانقلاب ليصل صوت اليمن  للسيد بن عمر بشكل مباشر.

التعليقات