مصر الكبرى

09:07 مساءً EET

“مصر تختار رئيساً للعرب”

لم يكن أمراً عارضاً تراجع الدور المصري فى قيادة الأمة العربية نحو التحرر والانعتاق من الهيمنة والاستعمار، مركز إبداعهم الفكري والثقافي فى كل المجالات، ولم يكن طبيعياً أن تنكفء مصر على نفسها وان تتراجع عن مكانتها كعاصمة للقرار فى قيادة دول العالم الثالث من آسيا لأفريقيا وصولاً لأمريكا اللاتينية.

 تقتضى الصراحة أن نذكر إخوتنا المصريون أن مصر لم يكن ليستطيع أن يتجرأ  عليها عدوها وعدونا إلا بعد أن خسرت مصر هيبتها، فتجرأت إسرائيل على العربدة فى سياساتها بالتغول فى الاستيطان وتهويد القدس بالإضافة الى التمدد فى كافة أرجاء العالم العربى لتحقيق أطماعها، والتى هى بكل تأكيد تهديداً للأمن القومى المصرى كما هى تهديداً للامن القومى العربى.
  فلم تعد مصر التى كانت تحمى الأصدقاء ولم تعد كذلك تخيف الأعداء، بل ولم تعد تكفى شعبها الذى تعرضت مقدرات بلاده وخيراتها لعملية نهب منظم شمل الأرض والصناعة ومختلف وجوه التقدم العلمى والإبداع الفكرى. يكفى الاستشهاد بما أصاب القطاع العام، الذى كان إنتاجه يلبى احتياجات مصر الأساسية من الصناعات ومواد الاستهلاك الأساسية وجميها من ضرورات الاستقلال السياسى والاقتصادى وبالتالى رافعة للنهوض والتقدم بما يحقق مكانة مصر التى نتمناها ونأملها ونحلم بعودتها رائدة وقبلة للعرب جميعاً فى كل المجالات ، وبكل تأكيد تتبوأ مكانتها ودورها الذى لابديل عنه حتى يتحقق أمل العرب جميعاً قبل المصريين.
  كما انه فى غياب هذه المكانة وهذا الدور، تجرأ عليها بعض الأصدقاء والأشقاء ففرضوا أنفسهم بقوة الأمر الواقع كأصحاب قرار فى الشأن العربى العام نتيجة ارتباطهم بالولايات المتحدة والسير فى فلكها تنفيذا لسياساتها، فقد اختطف دورها من قبل دول ليست دولاً باى معيار سوى امتلاكها للغاز او النفط، ووزنها الديموغرافى والاجتماعي والثقافي لا يعادل وزن حارة مصرية أصيلة من حارات نجيب محفوظ ويوسف ادريس وعباس العقاد والطهطاوي وغيرهم الكثيرين من رموز أضاءوا فضاء العالم العربي بفكر التنوير والنهضة والإبداع، كما كانت ملاذا وقبلة ثقافية وفكرية للعديد من المبدعين والمفكرين العرب من المشرق والمغرب العربى على حد سواء.
  كما انه فى غياب مصر تضخمت ادوار دول غير عربية ورؤساء فى غياب الدور الأصيل ففرضوا أنفسهم كوكلاء عن العرب وكأوصياء على مصير العرب، والحقيقة أن هذه البدع وهذه الأدوار ما كانت لتستورد ثم تفرض بقوة الأمر الواقع لولا الغياب المفجع لمصر عن دورها، الذى هو حق شرعي لها لا يستطيع ان يجادلها فيه أحد.
وكل هذا ما كان ليتم لو كانت مصر بعافيتها وقوتها التي تستخدم كافة قدراتها ومقدراتها الداخلية والخارجية كما كانت على مدار التاريخ.
لا نريد أن نحمل مصر فوق طاقتها فى هذا الظرف الدقيق، وتحديداً أن هناك العديد من الأطراف التى لا تريد لمصر استعادة مكانتها القيادية، ولا استعادة عافيتها وعناصر قوتها لاسباب عديدة داخلية وخارجية، موضوعية وذاتية وهى اسباب بكل تأكيد يتوحد حولها أعداء مصر واعداء العرب ممن يمتلكون المصالح والأجندات المختلفة والتى لا تهدف الا استمرار حالة الضعف والوهن فى جسم العالم العربى قبل مصر… حتى وإن كانت تنفذ من قبل بعض المصريين او بعض العرب ممن كانت أجنداتهم الخاصة تسبق أجنداتهم الوطنية، وممن التقت مصالحهم مع مصالح الأعداء، لأن نجاح مصر فى الخروج من أزمتها والانطلاق الى عالم الحرية والديمقراطية التى تكفل شروط التقدم والنهضة وتحقق العدالة والمساواة  بالتأكيد سيتضرر منه أعداء مصر فى الداخل والخارج، اولهم ما تبقى من الطغاة من الحكام العرب وليس أخرهم اسرائيل دولة الاحتلال التى لا تحقق سياساتها التوسعية وأهدافها بالسيطرة على المنطقة إلا بضعف مصر ومحدودية تأثيرها و الذى لا يخدم المصريين ولا العرب ولا أحرار العالم.
أيها الأشقاء فى مصر إن كان البعض لا يريد لنا أن نتدخل فى شؤونكم وهو البعض المتضرر بكل تأكيد من هذا التحول وهذا الانفتاح لمصر على عالمها العربي وعمقها الاستراتيجي وأمنها القومي طوال التاريخ فى كل الحقب والتحولات والأحداث، وهى نغمة بالتأكيد ذهبت مع المرحلة التى غابت فيها مصر… فأدركوا ان قدركم الآن أن تحددوا مصيرنا جميعاً، حاضرنا ومستقبلنا.
قدركم أن تنتخبوا الآن رئيساً ليس لمصر وحدها، وإنما للعرب جميعاً مشرقاً ومغرباً، إنكم تنتخبون الرئيس الذى نأمل ونرجو ان يعيد لمصر مكانتها القيادية التى غابت… فأحسنوا الاختيار فمصير ومستقبل مصر الان بأيديكم …كما ان مصيرنا بأيديكم .. فأحسنوا .. أحسنوا الاختيار
اللهم أحرس المحروسة.
Salah3399@hotmail.com

التعليقات