كتاب 11
عاصفة الحزم
يقول المؤرخ و الاستراتيجي فان كلاوتزة ” الحرب هي الدبلوماسية بشكلاً آخر او بادوات اخرى ” و ما اللجوء لتوظيف القوة الا بمثابة ” اخر العلاج الكي ” لحسم حالة هولامية في بلد تتجاوز مساحته نصف مليون كيلومتر مربع ، و تعداد سكاني هو الثاني بعد السعودية في شبة جزيرة العرب ، مما ينبئ بتبعات كارثية على الصعيدين السياسي و الإنساني لو سمح بإنزلاقها لحرب أهلية ، لما لذلك من تأثيررات سلبيية في محيطها الجغرافي المباشر . و بقراءة الموقف من حيث الالليات و الجهد المعتمدين ندرك قدر ما بذل من كليهما قبل استنفاذ كل السبل الممكنة للتوصل إلى اتفاق سياسي يحول دون ذلك الانزلاق لآتون حرب أهلية لاستحالة القبول .
و أهداف عاصفة الحزم تنحصر في التالي :
اولا تحيد العناصر التي وظفت قوة السلاح في الانقلاب على الشرعية و الارادة الوطنية بما في ذلك خارطة الطريق المتفق عليها لتحقيق عملية الانتقال السياسي و اطلاق النظام الفيدرالي
ثانيا اعادة توازن القوى الجيوسياسية في منطقة الشرق الاوسط ، و للتدليل على ذلك التحول في الموقف الامريكي من الحشد الشعبي العراقي باشتراطها اخراج كل تشكيلاته من مسرح عمليات تكريت قبل توفير اي عمليات دعم جوي ضد داعش ، كذلك الموقف الامريكي الداعم للعملية الى حد إنذار ايران بضرورة الفصل بين المفاوضات حول برنامجها النووي و عاصفة الحزم
ثالثا تحقق اجماع عربي سياسي غير مسبوق قابل للتوظيف باكثر من شكل أهمها إغلاق أبواب الفراغ السياسي في اكثر من بلد عربي بهدف اعادة الاستقرار لها ، و ما السودان الا احد تلك الأمثلة ، او التحول في الموقف الجزائري المناكف نسبيا في الكثير من الملفات بما فيها موقفها من سوريا .
عاصفة الحزم ما هي الا عنوان أولي لمشروع جديد غير مسبوق ستتبعه خطوات اخرى في اكثر من ميدان سيتماهئ فيها السياسي بالاقتصادي ، و الامن مقروناً بالتنمية و العدالة الاجتماعية عبر نقل التجارب و المعرفة . لذلك جاءت هذا العملية تحديدا قبل انطلاق اعمال القمة العربية في شرم الشيخ بهدف اخراج الملف اليمني من حيز الجدل المحتمل ، لكون من سيرأس الوفد اليمني هو الرئيس الشرعي لليمن بغرض إلغاء اي حجة للبعض للاعتراض او التشكيك في شرعية العملية العسكرية .
البعض يعتقد ان هناك عمليات عسكرية ارضية واسعة ستعقب العمليات الجوية ، و ذلك الافتراض بعيد كل البعد من الأهداف السياسية المحددة لعاصفة الحزم . ففي أقصى الحالات قد تتقدم اليمن في وقت لاحق بطلب تقديم برامج اعادة تأهيل قطاعات الامن و الدفاع ، كذلك تطوير مؤسسات الحكم المحلي و ادارة اعمال تأهيل الاقتصاد اليمني لا غير ذلك . فاليمن يملك كل مقومات النجاح بما يملك من مصادر طاقة و ثروات طبيعية كثيرة بالاضافة الى موارد بشرية قابلة للتأهيل في اكثر من قطاع اقتصادي .
عاصفة الحزم بإنجازاتها السياسية اليوم ما كانت لتتحقق لولا و قفة المغفور له باْذن الله تعالي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، ذلك الموقف عندما قال ” لا للعبث بالمصير العربي ” ليعيد للضاد مكانتها و لياتي بعد ذلك الملك سلمان بن عبدالعزيز ليستل ألفها سيفاً فيرسم في الجو اسوراً من عزة و نار و معه كل عربي حر . سلمان بن عبدالعزيز ليس بالقائد التقليدي لانه برغماتي لا يراوح وقت الجد، و على الجميع الاستعداد للعدو سريعا منذ هذة اللحظة . تحية لكل فرسان الجو و البر و البحر لأنكم أنتم أداة الحزم في فعل العاصفة