آراء حرة

08:19 مساءً EET

احمد متولى يكتب :صفائح “زبالة” الوزارة

يحكي أن أحد قادة الجيوش فشل في معركة ذات مرة فقرر الانسحاب، فرأى نملة تحاول الصعود على جدار فسقطت على الأرض، فكررت المحاولة عدة مرات إلى أن صعدت في المحاولة 17 وأكملت طريقها، فقال:

“أن نملة حاولت وأعادت المحاولات فنجحت وأنا قائد الجيش وأنسحب من المرة الأولى فعاد إلى حربه وانتصر، وما أحوجنا فى تلك الفترة من أن نحاول للمرة الـ600 للقضاء على الفساد المتوغل داخل المؤسسات الحكومية المختلفة.

 

نعترف جميعاً أن وزارة الثقافة تسيير على مبدأ “سيبها على الله .. واللى مستعجل ينزل يزق”، ليس فى تلك الفترة فقط وإنما منذ عهود طويلة، والوزارة مليئة بملفات فساد طاغية، وعلى وزير الثقافة الجديد عبد الواحد النبوي أن يعمل جاهداً فى أن يضع يده علي تلك المشاكل وحلها فى أسرع وقت ممكن.

 

لم يكن غريب على فنان بحجم محمد صبحي أن يصدم وزير الثقافة فى وجهه ويعترف له أن وزارته مليئة بالفساد المتوغل منذ سنوات طويلة، للدرجة التى جعلته يعلن على الملئ أمام الجميع خلال افتتاح مهرجان “أفاق مسرحية” أول أمس أنه تقدم بـ28 ورقة لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني أواخر عهد مبارك، لتعديل وتطوير منظومة الثقافة فى مصر، وكان مصيرهم سلة القمامة، ونفس المشهد تكرر مع 4 وزراء آخرين منذ ثورة يناير وحتى الآن، وكأن شيئاً لم يكن.

 

“صبحى” أراد أن يوصل رسالة قوية للوزير الجديد مغلفة بشكل كوميدي ساخر، مطالباً بضرورة مقابلته فى أسرع وقت ممكن ليعرض عليه ما كتبه فى الـ28 ورقة، ولكن بشرط واحد وهو قبل أن يدخل مكتبه سيقوم بخلع جميع “صفائح الزبالة” الموجودة بالوزارة، حتي لا يصبح أمام الوزير سوا التنفيذ، فلا وقت لركن الأوراق أو حبسها داخل الأدراج الحكومية.

 

إذا كان الأمر كذلك وأن القرارات السليمة المطلوبة لإصلاح منظومة الثقافة فى مصر كلها حبيسة الأدراج وصفائح “الزبالة” – على حسب وصف الفنان محمد صبحى، إذاً فعلينا بجمع صفائح الزبالة لإخراج ما فيها من أفكار مفيدة وصالحة لتنوير المجتمع الذى أصيب فى مقتل بعد غياب التوعية الثقافية عنه.

 

المستقبل أصبح للشباب، جملة أكد عليها وزير الثقافة خلال حضور حفل ختام مهرجان سينما الطفل، وخلال افتتاح “آفاق مسرحية” للتأكيد على أن الشباب عليهم دور كبير خلال الفترة المقبلة، فى الوقت الذى مازال فيه الروتين والقرارات العقيمة تسيطر على النظام الحكومي داخل وزارة مثل وزارة الثقافة.

 

لقد حان الوقت أن تعمل الوزارة بجهد وتعب عقب ثورتين وفترات صعبة عاشتها مصر من أجل عودة الثقافة الجماهيرية مرة أخرى وفتح المسارح لجميع الموهوبين وإنارة جميع مسارح الدولة وإعادة هيكلة الوزارة من أول وجديد بما فيهم الرؤوس الكبيرة وتطبيق القانون على الجميع، ومطلوب من الوزير الشدة والتعامل بعنف مع المتسيبين ومن يقع تحت طائلة إفساد المال العام.  

 

عليكم بصفائح “زبالة” الوزارة فهى الحل لكثير من مشاكلنا، استخرجوا الأوراق التى قذفت بها طيلة سنوات فاروق حسني ومن بعده 5 وزراء لخروج مصر من محنتها الثقافية، فقد حان الوقت أن يكون للثقافة شيئاً فى إنارة العقول وإشعال حماس الجميع على المعرفة، وإلا سنصبح فى تلك الحالة مثل القائد الذى شاهد محاولات النملة الـ17 وتركها وعاد لبلده مهزوماً اعتمادا على أن ما حدث هو قضاء وقدر.