أفضل المقالات في الصحف العربية

10:54 صباحًا EET

الكُرْه المجاني

تتكرر أحداث الكره المجاني بشكل يومي، ضمن مقاسات مختلفة الأحجام، فيجد الإنسان نفسه محاصرا بين أشخاص يعارضونه في كل كلمة، بل يقفون على

حروف الكلمة مشددين على النقط والهمزة، باحثين عن أخطاء وعيوب، وهم بذلك يترجمون نوازعهم الداخلية التي تتأرجح بين الكره المجاني الواضح أو المستتر، وقد يفسر الشخص نصيحة ما أو ملاحظة أو رأياً أو اقتراحاً أو كلمة عابرة متداولة على أنها تهديد له أو انتقاص من مكانته أو المقصود بها إحراجه بين الأقران والأفراد..

وتبدأ عدوى الكره المجاني تتناقل من أفراد يعنيهم الموضوع وأفراد لاعلاقة لهم به. ففي بعض الأحيان يتحدث الشخص عن إنسان لا يعرفه بسوء، ويحاول الانتقاص منه وهو لا يعرفه ولا يدرك خطورة ما يتداوله لأن الكره مجاني، والكل قد حصل على جرعة منه، وهذا الكره ينتج عنه عداوات شرسة تؤدي إلى إشعال فتنة البسوس، لزيادة توزيع الكره المجاني وانتشاره وتسريبه في كل مكان ولكل إنسان، مما يزيد من تمزيق الإنسانية..

وهدر الكفاءات والطاقات وقتل الإبداع، لينشغل كل شخص بشؤون الآخر، وتتحول الاجتماعات إلى تصفية حسابات، مع إهمال الإنجاز والدقة والتركيز والاستمتاع بالعمل. ولا يخلو بعد ذلك جسد الإنسان من كمية من الأمراض منها أمراض القلب والشرايين والسرطانات… لنتذكر الحديث الشريف» ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب«

التعليقات