مصر الكبرى

03:05 صباحًا EET

طلًع القرار..الغٍ القرار وألتراس مرسي

من أهم كلاسيكيات السينما المصرية الكوميدية المشهد المتكرر في فيلم ابن حميدو عندما يتعصب الريس حنفي شيخ الصيادين (عبد الفتاح القصري) لرأي ما أو قرار اتخذه ويهتف أنا كلمتي لا يمكن تنزل الأرض أبدا فتصرخ زوجته: حنفي!! فيقول : مفيش حنفي.. الى آخر المشهد الى ان تنزل كلمته الأرض على وعد بألا يتراجع عن أي قرار يتخذه المرة القادمة.

أتمنى أن اري داخل نفس وعقل شباب الاخوان ولجانهم الالكترونية التي تظل تمجد في قرارات يتخذها الرئيس ثم تأتي الأوامر المفاجئة الى الشباب نفسه بالتصفيق لالغاء القرار أو تعديله او استبداله. هل يحترم شباب الاخوان انفسهم وهم يحولون المحطة بهذه السرعة والأهم هل يحترمون قاداتهم ورؤسائهم وهم يامرونهم بالشيء وعكسه بعد بضع ساعات. كيف يبررون قرار ما بكل قوة ثم يبررون عكسه تماما بقوة واخلاص أشد وفي غضون ساعات او أيام.أصدر الرئيس مرسي قرارا بعودة مجلس الشعب بالمخالفة لحكم المحكمة الدستورية العليا وظلت اللجان الالكترونية أياما تمجد الرئيس القائد وقراراته العظيمة.. ثم يأتي الرئيس – نعم الرئيس نفسه- ليقول أنه يحترم القضاء ويتراجع عن قرار عودة المجلس فيقوم الاخوة المتحمسون- نعم الاخواة انفسهم- بالصياح والتهليل والتكبير لحكمة الرئيس. قس على ذلك عزل النائب العام ثم عودته ثم اقالته وفي كل مرة نجد الصياح والتهليل وكذلك اثناء اتخاذ قرارات اصدار والغاء الاعلانات الدستورية والضرائب ويعلم الله ماذا يخبيء لنا الغد. لكن السيناريو واحد والمسار متوقع: التأييد على طول الخط ومهما كان الثمن. حتى لو كان المدفوع هو ثقة الاخوان ومحبيهم والمؤمنين بهم في المشروع الاخواني ككل.أما الطامة الكبرى فهم المتخصصون في مجالات بعينها الذين يأيدون القرار وعكسه. ومنهم القانونيون وجهابذة الفقه والدستور الذين أيدوا غزواته القانونية وعكسها ووجدوا في نصوص القانون والدستور كل حاجة والعكس. وكذلك الفقهاء الماليون والاقتصاديون، فقد ظللت أتابع لبضع ساعات العديد من أساتذة الاقتصاد والمالية والضرائب والتمويل ليلة الأحد وهم يتجولون بين الاستوديوهات المختلفة يبررون قرارات الغلاء ويعدون بصحوة اقتصادية تزحف على البلاد وتدر لبنا وعسلا اذا ما نفذ القرار. وبعد ساعات، وفي الليل البهيم يصل هؤلاء الى بيوتهم فيفاجأون بأن الرئيس قد ألغى القرار وهم في الطريق يشترون العشاء لبيوتهم (يعني مسافة السكة) فيمسكون بسماعة التليفون ويتصلون بالبرامج المختلفة ليبرروا حكمة القائد الذي ألغى قرارا كان ليضيف أعباء على كاهل الأسرة المصرية !!!لماذا يستخف الرئيس مرسي بأنصاره ومحبيه. أفهم وان كنت لا أقبل أن يستخف ببقية الشعب لكن ألتراس مرسي شيء آخر. انهم هؤلاء المؤمنون بالجماعة ومبادئها وخططها ومشروعها. أنى للرئيس أن يظهر بذلك التردد والتراجع أمامهم. كيف له أن يصدر أمرا بفرض ضرائب جديدة وزيادة في الأسعار ثم يقوم بعد ساعات بتجميد القرار ويقول أن ذلك في مصلحة الشعب المصري وأن القرار ليس مناسبا للتطبيق في الوقت الحالي وكأنما لم يكن هو من اتخذ القرار في الساعات القليلة السابقة. كيف يرى صورته في أعين الشباب المتحمس؟ والحقيقة أنني لست قلقة على مشاعر ورؤية الفقهاء اياهم لان هؤلاء فاقدو الضمير أصلا. لكني اتحدث هنا عن المؤمنين الحقيقيين بفكر الجماعة من الشباب الذي لا يظهر عاى فضائيات ولا يجلس على مقاعد وثيرة في مكاتب مكيفة.أرى تشابها كبيرا بين موقف الرئيس مرسي الذي يخذل محبيه وبين النادي الأهلي الذي يصر على تحدي ارادة التراس أهلاوي أهم وأخلص واكثر محبيه تفانيا. فكما تجاهل الأهلي مناشدات عاشقي الفانلة الحمراء، تجاهل مرسي هؤلاء الشباب الذين لا أشكك لحظة في وطنيتهم وحبهم لبلادهم بل أرى ان ايمانهم بالجماعة وقيادتها أصبح يهدد احترامهم لأنفسهم وايمانهم بمشروع وصف بالاسلامي ويتسم الآن بوعود تٌخلَف ومباديء يتم تجاهلها ونفاق علني ومستتر وهو ما يناقض الوصف الاسلامي الذي لطالما كان العنصر الجاذب الأكبر بكل خطة وكل مشروع روج له كبار الجماعة.يا سيادة الرئيس نعلم أنك مهتم بأهلك وعشيرتك في المقام الأول.. نعلم أنك لا تخاطب جموع الشعب الا عندما يصطف مؤيدوك في الاتحادية.. نعلم أنك ومرشدك وزوجك لا تتألمون الا لمصائب الاخوان فقد سافر المرشد وزوجك الى دمنهور للتعزية في شهيد واحد ولم يهتموا بقرابة الستين طفلا في أسيوط قضوا قبله بأيام معدودة. نعلم سيدي أن الأهل والعشيرة مقدمان على عموم شعب مصر. نعلم أنه طز في مصر وأن الماليزي المسلم أحق بالحكم وأقرب اليك من القبطي المصري هذه مسلمات معروفة وأدبيات مسجلة لجماعتكم لا ريب فيها.. لكن نصيحة لوجه الله: احترم الألتراس الخاص بك … فقد بدأ الشك يساورهم.

التعليقات