الحراك السياسي

10:33 صباحًا EET

مرصد الإفتاء المصري : داعش فجرت 50 مسجدًا

ذكر مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، أنه قام بحصر المساجد التى تعرضت للهدم والتفجير على أيدى تنظيم “داعش”، وكشفت

الإحصائية أنها تجاوزت الخمسين مسجدًا فى كل من سوريا والعراق واليمن والسعودية بعد تفجير مسجد للشيعة بالقطيف والذى راح ضحيته نحو عشرين من المصلين.

وأكد المرصد أن تنظيم منشقى القاعدة “داعش” يحارب بيوت الله ويهدمها ويفجرها فى مسعى منه لاستهداف أكبر تجمع من المواطنين، إضافة إلى كونها أماكن يصعب تأمينها، بما يجعل التنظيم الإرهابى يسعى بصورة جادة لاستهداف مخالفيه عبر أتباعه من الانتحاريين.

وأوضح المرصد أن تنظيم “داعش” يخدع أتباعه بمبررات شرعية واهية لإقناعهم بجرائمه التى يقومون بتنفيذها، حيث يسوق لهم شبهات ينكرها الشرع الإسلامى بهدف إقدامهم على تفجير أنفسهم، ظنًّا منهم الحصول على أجر الشهادة، فتارة يتذرع بأنها مساجد تابعة للشيعة، وتارة لكونها مساجد تحوى أضرحة “ولا يجوز الصلاة فيها”، وتارة يتذرع بأنها مساجد تراثية تمثل مزارًا سياحيًّا لغير المسلمين، وغيرها من الذرائع الواهية التى يعلنها التنظيم لتمرير جرائمه وإصباغها بالصبغة الدينية، وشرعنة الاعتداء على بيوت الله ورواده من المصلين، والتى تعكس منهجه المعوج وفهمه السقيم للفقه الإسلامى.

ولفت المرصد إلى أن العديد من المساجد التاريخية والأثرية تعرضت للهدم والتفجير على أيدى مقاتلى التنظيم الإرهابى، كان أبرزها مسجد ومزار الأربعين المقدس لدى أهل السنة فى تكريت، والذى تم تفجيره باستخدام عبوات ناسفة، حيث يضم رفات أربعين صحابيًّا شاركوا بفتح مدينة تكريت فى السنة السادسة عشرة للهجرة بقيادة الصحابى عبد الله بن العتم فى زمن ثانى الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، بالإضافة إلى تفجير “مسجد الخضر” الأثرى جنوب الموصل والذى يعود للقرن التاسع للهجرة.

وأضاف المرصد أن جرائم التنظيم لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدته لتصل إلى قبور الأنبياء والصحابة؛ فقام التنظيم بتفجير وهدم قبور الأنبياء يونس وشيت ودانيال، ولفت المرصد إلى أن بغى وعدوان التنظيم الإرهابى وصل إلى حد تفخيخ نحو خمسة عشر مسجدًا بالموصل تحسبًا لهجوم القوات العراقية واستعادة السيطرة على المدينة، بما يؤكد قطعًا أنه لم تعد للمساجد حرمة ولا قدسية عند هؤلاء، بل أضحت أداة للقتل وسبيلاً لسفك الدماء التى حرم الله.

وأشار المرصد أن التنظيم الإرهابى قام بتفجير المسجد الوحيد بقرية الشيخ هلال، بريف حلب الشمالى، والذى يقصده الأهالى لأداء الصلاة وحفظ وتعلم القرآن الكريم، متذرعًا بوجود قبر للشيخ “هلال” داخل المسجد، وهو ما اعتبره التنظيم، وفق منهجه الضال، شركًا بالله يقتضى التفجير.

ودعا المرصد فى تقريره الدول والحكومات التى يتواجد التنظيم الإرهابى على أراضيها بتوفير الحماية والأمن لبيوت لله من انتهاكات هذا التنظيم، وخاصة المساجد التى تمثل جزءًا من الذاكرة التاريخية والحضارية للأمة الإسلامية.

كما طالب المرصد بفضح ممارسات وجرائم التنظيم فى حق بيوت الله، وسفكه دماء المسالمين من كافة الديانات والطوائف، أمام المجتمعات الإنسانية كافة، حتى لا ينخدع البعض بزيف الشعارات التى يرفعها التنظيم فى وجه الدول والمجتمعات المسلمة فى المنطقة، ولكى يتضح جليًّا أن هذا التنظيم وممارساته الإجرامية والإرهابية لا تمت بصلة إلى الإسلام فكرًا وشريعة، كونها تستهدف بالأساس الرموز والمقدسات الإسلامية، وتحاول فرض أيديولوجيتها التكفيرية والمتشددة على دول ومجتمعات الشرق الأوسط.

التعليقات