كتاب 11

10:58 صباحًا EET

عمان والمشهد الإقليمي اليمن نموذجا

لعل من اكثر الصراعات حساسية لدي السلطنه هي الازمه اليمنية وهذا يرجع لأسباب جغرافيه وتاريخيه واجتماعية وبسبب خصوصية العلاقه بين البلدين والشعبين الشقيقين ومع دخول الصراع المسلح مرحله خطيرة بعد استيلاء الحوثيين والقوات المواليه للريس السابق علي عبد الله صالح وخروج الريس عبد ربه منصور هادي الي السعودية عبر السلطنه واندلاع الحرب الأهليه وعاصفة الحزم المتواصلة كان لابد وسط هذا الركام من ضحايا الحرب خاصة المدنيين الأبرياء من قناه وصوت عاجل يعجل بانهاء هذه الحرب العبثيه والتي لايمكن ان تحسم المشهد في اليمن بقوة السلاح.

فاليمن بلد معقد من خلال جغرافيته والوضع القبلي وايضاً الدور الإيراني ومن هنا فان الجهد السياسي العُماني يأتي دوما من خلال وصول الأمور في اليمن الي حالة انسداد سياسي .

‏ ان أطراف الصراع والذين يمثلون الحكومة اليمنية وهذا معلن اعلاميا والحوثيون قد تواجدوا في السلطنه علاوة علي وجود العشرات من الجرحي في المستشفيات في السلطنه وان وزير الخارجية الإيراني زار السلطنه عدة مرات ومن هنا فان هذه التحركات قد مهدت الطريق نحو حوار جنيف في منتصف الشهر الجاري بمشاركة كل الأطراف اليمنية ولاشك ان الجهد السياسي العُماني كان حاضرا خاصة وان المبعوث الاممي الخاص الي اليمن قد زار السلطنه وأجري مشاورات مع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية حول الترتيبات الخاصة بحوار جنيف ان دور السلطنه في إيجاد حلول للازمات الاقليميه ليس بجديد فهناك شواهد عديده خلال الأربعة عقود الماضيه ان جلالة السلطان قادوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه أرسي نموذجا فريدا للسياسه الخارجية للسلطنه حيث ان ثوابت هذه السياسه ومنطلقاتها واضحه وتعتمد علي القراءه الصحيحه والموضوعية للأحداث والتي جعلت من عمان واحه للامن والاستقرار وبوابه مفتوحة للحكمه والراي الحصيف والامانة كوسيط نزيه هدفه إنهاء الصراعات ولعل الملف النووي الإيراني مع الدول الغربيه هو احد من الصراعات الصعبه والتي بذلت فيه الديبلوماسية العمانيه جهدا كبير وهو يصل الي مراحله الاخيره.

ان اليمن الشقيق في مفترق طرق وعلي الفرقاء في هذا البلد العربي الجريح ان يدركوا خطورة مايجري في وطنهم من حرب لا جدوي منها حيث تزيد الفرقه والانقسام وقد تودي الي انفصال الجنوب وهو امر لايمكن استبعاده اذا استمرت الحرب لفترة أطول ولاشك ان الجهد السياسي العُماني سوي في نموذج اليمن او مما يدور من صراعات في الإقليم والعالم يأتي من قناعه معانيه بان الحروب والصراعات المسلحة ليست هي الخيار الصحيح ومن هنا فان امام الفرقاء وخاصة الحوثيين فرصه كبيره لحسم الخلاف في جنيف وتجنيب اليمن المزيد من الدمار للبنية التحتيه وقتل الأبرياء ونزوح آلاف المواطنين وجعل اليمن تعيش مأساه انسانيه كبيره.

ان النموذج السياسي في إدارة الأزمات وأهمها الملف النووي الإيراني علاوة علي إنهاء ملف الحدود مع الدول المجاورة ووصول علاقات السلطنه مع العالم الي مستوي ممتاز من الثقه والتعاون والاحترام يجب ان نرفع أصواتنا نحن كمواطنين اعتزازا وفخرا بما انجزه زعيم الوطن حفظه الله خلال اكثر من أربعة عقود من التنمية الشاملة ومن الحفاظ علي الوطن ومكتسباته بعيدا عن الصراعات والحرائق التي نراها مشتعلا في اكثر من بلد عربي للأسف ومن هنا فانه حريا بِنَا جميعا ان نحافظ علي هذه الوحدة الوطنية وان يكون الحوار والراي بشكل حضاري ويصب في مصلحة الوطن العزيز.

التعليقات