أفضل المقالات في الصحف العربية

11:49 صباحًا EET

السيسي مزلزل عرش الإرهاب

بعد أن تحقّق حُلم «إخوان الشيطان» في مصر في الوصول إلى السلطة، حاول التنظيم الإخواني اتخاذها نقطة انطلاق نحو تحقيق مشروعه في المنطقة، الذي

وجد له مؤيدين من قوى وفصائل الإسلام السياسي ودول غربية وعربية مساندة لمشروعهم التآمري على مصر والوطن العربي، تحت التستر برداء وعباءة الإسلام!.

لكن الوقت لم يسعف التنظيم كثيراً لتنفيذه على أرض الواقع، حيث رفض الشعب المصري سياسة وفلسفة الإخوان في الحكم، وخرج بحشود هائلة تدفقت إلى الشوارع والميادين في 30 يونيو، اعتبرت من أكبر الحشود البشرية التي تخرج لتنادي بالتغيير في ثورة شعبية عارمة أذهلت العالم وأربكت حسابات من راهنوا على حكم الإخوان، ما أدى إلى تدخل الجيش بناء عل رغبة الملايين الثائرين المرددين في هتافاتهم المدوية للعالم أجمع «يسقط يسقط حكم المرشد».

وهي تلك البداية التي بزغ فيها نجم عبدالفتاح السيسي، الذي كان آنذاك وزيرًا للدفاع، عندما لبى نداء الشعب المصري وزلزل «مملكة الإخوان الإرهابية» برؤية توافقية مشتركة تمت بينه وبين اخوته من قادة الجيش المصري. ومن ثم تم انتخابه رئيسا لمصر بنسبة لم يحظَ بها رئيس قبله.

وقديماً نادى «فلاسفة العقد الاجتماعي»، وفي طليعتهم جون لوك وتوماس هوبز، بأن الدولة نشأت في أعقاب نهاية عصر الإقطاع، بموجب عقد بينها وبين مواطنيها، على أن تقدم لهم الخدمات الضرورية التي هم في أمس الحاجة إليها، ليتنازلوا لها عن حقوقهم ويمنحوها تفويضاً بالحكم نظير رعايتها لهم، وتوفير الغذاء والدواء والمسكن والعمل المضمون، كان وما زال أهم مطالب أي مواطن في أي مكان. وفي ذات السياق، صار من حق مواطني أي دولة المطالبة المشروعة بإشباع حاجاتهم الضرورية، وصار لزاماً على دولة العقد الاجتماعي، توفير تلك الضروريات لمواطنيها، ما داموا يعيشون بولاء تام لها وانصياع لقوانينها التي تنظم شؤون حياتهم، لأن الدولة تكتسب شرعيتها من النظم والتشريعات التي تضبط حياة الناس لضمان استقرارهم.

وهو الأمر الذي أكد عليه السيسي، في أحد لقاءاته وحواراته الإعلامية قبل ترشحه لمنصب الرئاسة، أنه لن يترشح للرئاسة دون تفويض من الشعب والجيش، قائلاً: «لا أسعى للسلطة ولن أطلبها.. التحديات التي تواجه مصر كبيرة وضخمة»، الأمر الذي رد عليه الحضور بهتافات تطالبه بالترشح. وقال رداً على تلك المطالبات: إن الدستور يمثل ثلث الطريق في خريطة المستقبل، ولا أريد أن يتحدث أحد نيابة عن المصريين «فالحكم عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم».

لقد استطاع السيسي خلال عام من توليه الرئاسة أن يقدم لمصر ما يقوم به غيره في سنوات طوال. والأهم من كل الإنجازات التي قام بها السيسي أنه وضع مصر على طريق الاستقرار والتنمية، عندما أعاد التوازن في العلاقات بينها وبين محيطها العربي وعمقها الأفريقي الذي كانت العلاقة به مقطوعة لعدة سنوات مضت.

كما استطاع السيسي أن يساير دول الغرب في التعامل معها بسياسة قائمة على «الندية والصداقة» في آن واحد، ويؤسس لمشروعات مستقبلية وحيوية هامة، كالمشروعات العقارية والاستثمارات في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى الاستثمارات العربية والانفاق على البرامج والمشروعات الإجتماعية. أما المشروع القومي الحيوي الأهم الذي قدمه السيسي لشعبه فهو مشروع قناة السويس الجديدة والمؤتمر الإقتصادي الذي نتج عنه اتفاق المشروع العملاق وهو التأسيس لمشروع العاصمة الجديدة، ومطالبته بتأسيس جيش عربي مشترك.

إذن.. ها هو الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال عام واحد استطاع أن ينقل مصر نقلة نوعية، بعد ان أنقذها من براثين وأخونة «إخوان الشيطان»، ليضعها على طريق التنمية الحقيقية التي ستجعل منها دولة حديثة العهد قوية تنافس كبرى دول العالم.

التعليقات