مصر الكبرى

11:11 صباحًا EET

اسرائيل تراقب الوضع في مصر عن كثب

وممارسات مرسي جعلت مقدمة الأخبار فى القناة الرسمية تخرج كفنا أبيض وكانت الرسالة واضحة للرئيس المصرى
كشفت الكاتبة الصحفية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية سيمدار بيرى أن تل أبيب تراقب عن كثب الأوضاع فى مصر من منطلق الجار القريب لها، وأن القيادة فى الكيان الصهيوني ترى صراعا لا يوشك على الانتهاء قريبا على شكل الدولة العربية الأكبر فى المنطقة.

وقالت بيرى إن الجزء الكبير من الشعب المصرى الذى لم ينتخب مرسى فى الانتخابات السابقة وأولئك الذين لم يصوتوا لجماعة الإخوان المسلمين وكذلك خائبو الأمل من مرسى يعتبرون الدستور كاختبار للقوة، فإذا تم إقراره فإن الديمقراطية التى حلموا بها فى خطر، وكذلك الليبراليون والعلمانيون والأقليات غير الإسلامية فى خطر بالإضافة إلى أن مكانة النساء ستكون فى الخطر الأكبر، حيث إنهن مطالبين بأن يتركن أماكن العمل المختلطة، والانطواء والانكباب على مهمات ربة البيت، أما من يحاولن من هن الآن التذاكى، فيمكن لهن النزول فى الميادين"، مضيفة أن مرسى وعد بأن يكون رئيسا كل المصريين وهذا ما لم يحدث.
وتحدثت بيرى عن مشهد المذيعة المصرية هالة فهمى عندما قدمت كفنها على شاشة التليفزيون المصرى ضد ممارسات مرسى الأخيرة وقراراته التى أثارت موجة كبيرة من الغضب داخل الشارع المصرى، قائلة: "شىء كهذا لم يسبق لنا أن رأيناه على شاشات التليفزيون فى مصر، ففى منتصف تقرير مباشر عن المواجهات العنيفة بين المتظاهرين مع وضد مرسى أخرجت مقدمة الأخبار فى القناة الرسمية كفنا أبيض وكانت الرسالة واضحة للرئيس المصرى".
وأضافت بيرى: "فهمى لا تتماثل فقط مع معارضى الدستور الجديد، الذين يهددون بالتسلل إلى قصر الاتحادية، بل أوضحت، بواسطة الكفن بأنها وعشرات الآلاف من المصريين فى ميادين القاهرة والإسكندرية مستعدون للكفاح حتى الموت".
وقالت الكاتبة الصهيونية: " البث المباشر قطع على فهمى خلال الحلقة ثم تمت إقالتها وبعدها بعدة أيام قدم مقدم البرامج خيرى رمضان استقالته من إحدى القنوات الخاصة بسبب الضغوط التى وجهت إليه لمنع ظهور مرشح الرئاسة السابق حمدين صباحى، الذى يعد واحدا من الثلاثى المتصدر للمعارضة لمرسى للدستور الدكتاتورى فيما يعد محاولة لفرض كم الأفواه من جانب مرسى".
وقالت بيرى خلال مقالها بالصحيفة العبرية: "أنا أعرف جدا قصر الاتحادية فى القاهرة، فعلى مدى السنين كنت هناك عشرات، وربما مئات المرات مع رؤساء، ووزراء صهاينة، وفود من كل العالم وفى مقابلات مع الرئيس المطاح به مبارك، ودوما كنت أفاجأ من جديد بحجم الأسوار العالية والمساحة الهائلة التى يقع عليها القصر المحوط بالساحات الخضراء والعدد الهائل من المساعدين والمستشارين الذين يتراكمون داخل النطاق وأيضا بالحجم الهائل من ورديات الحراسة".
وأضافت الكاتبة الصهيونية: "فى كل مرة دخلت فيها القصر كنت أشعر بأن الطريق الخاص الذى شق بين منزل مبارك وبين المكتب الفاخر داخل قصره يقطعه عن شعبه".
وقالت بيرى إن هذا القصر محوط منذ خمسة أيام بالدبابات وبآلاف المتظاهرين الذين نجحوا فى تمزيق سياج السلك الشائك، مضيفة أنه لولا قوات الأمن المعززة والحرس الجمهورى لكانوا قفزوا عن الأسوار ولقى الرئيس محمد مرسى مصير مبارك فى حال تدخل الجيش فى الوقت المناسب.
وأشارت بيرى إلى أن الجيش المصرى حذر بأنه لن نسمح بإدخال مصر إلى النفق المظلم، كما أن الأمريكيين يريدون أن يتم حوار ينهى الفوضى، مضيفة: "الإدارة فى واشنطن لا تعرف كيف تأكل الرئيس ومثال على ذلك فإن كل الخبراء والأجهزة والميزانيات المضخمة لن تساعد الأمريكيين فهم غير قادرين على أن يحلوا لغز خريطة طريق العالم العربى".
وفى نهاية المقال قالت بيرى: "قبل أسبوعين سمعت السناتور جون ماكين يندم لأول مرة على الأخطاء بإسقاط مبارك، وبعد أسبوع وصل إلى واشنطن وفد الإخوان كى يسوق مرسى بأنه الزعيم المعتدل لكل المصريين" مضيفة أن الأمريكيين مستوعبون منذ الآن بأنه من الممكن أن يضحى بالديمقراطية من أجل الكرسى.

التعليقات