مصر الكبرى

10:31 صباحًا EET

وكأنه صقيع قادم !

  يوم بارد من أيام ديسمبر ،وكأنه صقيـــــع قادم من ثلوج قمم جبال كابول الأفغانية تلك الثلوج المتجمدة شتاء، المغرقة أهلها بالسيول إذا أدار الربيع وجهه ورحل.

لكن مما بعث السخونة والدفء في الأجواء ،بعض من انفعال زارني بعد ان تناثرت الأقاويل  أن مدينتي الجميلة ستدخل التاريخ كعادتها ، لكن اليوم من باب مختلف ! فستُصنف من بعد الاستفتاء الشرعي في ظاهره ،محل الشبهات في باطنه،بأنها مدينة لا تطبق الشريعة مدينة كافرة عاصية، فقط لأن صوتها ارتفع وقالت لا!! ذلك لأن بعض المخلوقات من "شر البشر" رغبت في تصنيف وتقسيم الوطن إلى ولايات مؤمنة وأخرى لا !!
ارتفعت لرأسي الدماء ،و تدفقت بأطرافي المتجمدة ، ولم أشأ ان  أكبح رغبتي العارمة في التلفظ ببعض ما ملأ الصدر من تعبيرات الغضب والحنق – رغم ندرة استخدامي لها حتى كدت أن أوصف بأني لست من فاض بهم في هذا الوطن الثائر- حاولت أن أجد في قاموسي لفظا ووصفا مختلفا بعيدا عن أوصاف الدواب،فعجزت ! ذلك لأنهم أكثر ولاء وطيبة من بعض البشر .
حتى شر الدواب لا يملكون تلك القدرة الفذه على التدمير الذاتي ، وتشويه الوجوه والملامح والتاريخ لوطن ينتمون إليه ولو بالذكرى ،رغم ضعف عضلات المخ عند غالبية "شر البشر" وضعف قدرتهم على التفكير المنطقي والانفتاح على الآخر وتقبله ،إلا أن قوة الشر والكراهية تكمن في الروح وفي الأنفس المظلمة كالقبور ،المخالفة لما فطرعليه الله قلوب الخلق !
ورغم كل البرد ، فيقين قلبي يطمئنني ويقول لي : كيف يكسوها صقيع أفعاني ببياض ثلوجه المميتة  أو حتى بسواد القلوب وفقر العقول المتحجرة وهي من هي ويشهد لها التاريخ … مدينتي المصرية الصبية الجميلة المتفتحة القوية العصية على المغتصب، المزين صدرها بفرع من نهر الحياة ،والمستدفئة بوهج بركان مصري ثوري خامد.. فانعمي بدفء شمسها وإن غابت قليلا قليلا…ستعود .
 

التعليقات