كتاب 11

12:05 مساءً EET

إفلاس درامي

لا حاجة لأن ينتظر المرء شهراً كاملاً ويشاهد 30 حلقة من المسلسلات الرمضانية، حتى يتيقن أن معظم ما يقدم «خواء بلا مضمون» ويدور في الحلقة

المفرغة ذاتها، معلناً حالة من الإفلاس التي تسيطر على الدراما في مجملها، وليس بين الغث سوى القليل من السمين.

الدراما الخليجية في العموم ربما هي الأكثر سطحية، إذ يفتقر معظم ما يقدم إلى فكر يصاغ في نص جيد ويقدم في قالب يشد المشاهد ويجد فيه ما يفيد أو ما يسلي، بدلاً من حالة الكآبة والملل والرتابة التي أصبحت عنواناً لهذه المسلسلات الخاوية.

أعمال تؤخر ولا تقدم، ما إن ينتهي عرض حلقاتها حتى ينساها الناس ولا تبقى في الذاكرة مثل تلك المسلسلات التي كانت تعرضها محطات التلفزة ويتذكرها المشاهدون اليوم، وهم يتحسرون على ما وصل إليه الحال.

بساطة في الإمكانيات والوسائل والأدوات، لكن غزارة في الفكر ونصوص هادفة وثرية، حتى كوميديا زمان كانت أجمل، اليوم أعمال مصورة بأحدث أنظمة التصوير، مواقع التصوير فلل وقصور ومعالم حديثة، أزياء على أحدث الموديلات وجوه جميلة تجذب المشاهدين بصراً ولا تجذبهم فكراً.

مسلسلات وكأن الهدف منها أصبح الاستعراض ليس أكثر، فلا الطبيب يقنعنا أنه طبيب، ولا الفقير يقنعنا في هذه المسلسلات بفقره، ولا نشعر بحب صادق يظهره الممثل في مشاهد تستوجب ذلك، ولا كره يقنعنا به.

ببساطة لم يعد في وسع المشاهد لبعض المسلسلات أن يستمتع بما يشاهد لعدم قدرة من يؤدي الدور على الإقناع.

إن المجتمعات تعج بقضايا عصفت بكل شيء ولايزال البعض يدور في أفلاك بعيدة عن حياة الناس، تاركة أوتاراً حساسة دون أن تحاول التعامل معها، ولم يعد للمنتجين من هدف سوى جني المال، فلا مجتمع يهمهم ولا قضايا وهموم يديرون لها بالاً.

التعليقات