كتاب 11

10:50 صباحًا EET

شعبيات رمضانية

مما يتميز به شهر رمضان المبارك شعبيته.

ففيه يختلط الأغنياء بالفقراء، والعلماء بالجهلاء، والحاكم بالمحكومين، في المساجد والزوايا والمقاهي والمحافل الاجتماعية. منهم من ينشغلون بحل الفوازير ومن يجلسون ليستمعوا للحكاواتية أو المواعظ الدينية. يفتح هذا الجو الشعبي قريحة الشعراء الشعبيين ليجودوا على الصائمين والمفطرين بشتى الأعمال الشعرية الشعبية بلغة العامة. لا يمكنني أن أتصور بلدا عربيا أو إسلاميا افتقر لمثل هذه المساهمات.

يعمد الكثير منها إلى دغدغة السامع أو القارئ بظريف القول، وهو أنواع ومدارس. في بلد الفكاهة مصر، انطلق حسن شفيق المصري بقصيدة يعارض فيها قصيدة أبي العتاهية:

ألا ما لسيدتي مالها؟

أدلا فأحمل إدلالها

فقال بمناسبة حلول شهر رمضان:

ألا ما لسيدتي مالها؟

أدلا فأحمل إدلالها

أظن الولية زعلانة

وما كنت أقصد إزعالها

أتى رمضان فقالت هاتو لي

زكيبة نقل فجبنا لها

ومن قمر الدين جبت ثلاث

لفائف تتعب شيّالها

وجبت صحيفة سمن وجبت

حوائج ما غيرها طالها

فقل لي على إيه بنت الذين

بتشكي إلى أهلها حالها؟

تقول لهم جوزي هذا فقير

كأني أضعت لها مالها

ولا والنبي لا أخاف أباها

ولا عمها ولا خالها

ولو كانوا ناسا من اللي في بالي

لما سمعوا قط أقوالها

دي جارتها زعّلت زوجها

فجاب العصاية وادى لها!

رغم كل روحيات رمضان، فقلما خلت أيامه من مثل هذه المشاكسات. وهو ما تعرض له الشاعر الشعبي عبود الكرخي في العراق:

تدري حضرتك صايم شهر رمضان

ليش كون طبعك ضيق وعدوان

صايم تدري ليش بالساعات

 

تتعارك مع العالم عشر عركات

خشم رافع عالناس مليونات

مداين ربك من الأصفر الرنان

ألا أيها الصايم كبير الباس

ومعدن للتقاوة ومنبع النوماس

ليش الصايم يوزع غضب عالناس

ويتعدى عالعالم يمد لسان

الداعي يسألك عن معاملتك حب

أنت للناس تصوم أو للرب؟

مو هذي يا صايم طاعة المعبود

وباعجرفة ما يأمركم الرحمن.

التعليقات