مصر الكبرى

04:41 صباحًا EET

المباديء لا الأشخاص..يرحمكم الله

يعد تفصيل الأحكام والقوانين على مقاس وكسم ورسم الأشخاص وتجريم أفعال بعينها نكاية في أفراد معينين ظاهرة مصرية أصيلة ومتجذرة.

وكثيرا ما يسخر منها المصريون من أنفسهم بمقولة أن "القانون مافيهوش زينب" وتستمر الظاهرة موجودة رغم سخريتنا منها ولحين لن ينتهي الا عندما يريد بنا الله سبحانه وتعالى خيرا.ألا تصدقني عزيزي القاريء؟اذن اسمح لي أن اشاركك ببعض الحالات للتدليل على الظاهرة الملعونة وترسخها في مجتمعنا.يظل بعض ممن يدعون كذبا أنهم شيوخ او علماء ينعقون في الفضائيات ويخوضون في أعراض الناس حتى بلغ بهم الأمر أن عرضوا مشاهد فاضحة لممثلات ومقاطع من الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على شاشات المفترض أنها دينية دون أن يتعرض لهم شخص أو مؤسسة بسوء اللهم الا اذا قام المشتوم أو المطعون في شرفه برفع دعوى قضائية بصفة السب والقذف الى آخر السيناريو المعروف.وعندما يقوم الاعلامي الساخر باسم يوسف بالتعرض لهؤلاء في برنامجه وعندما يذيقهم بعض ما تفننوا في تقديمه، يقوم الأشخاص أنفسهم من القنوات نفسها بتوجيه سؤال الى دار الافتاء عن مدي شرعية السخرية من الآخرين. ونجح هؤلاء بالفعل ومنذ مايو الماضي في استصدار فتوى تدين باسم يوسف وبرنامجه. كنت لأتفهم الأمر لو أن الفتوى طالت كل من يسخر من الآخرين وينعتهم بألفاظ سباب… لكن أن يتم تفصيل الأمر والسؤال على مقاس برنامج معين دون الآخرين ثم اعادة الفتوى الى دائرة الضوء بعد سبعة أشهر كاملة من استصدارها فهو الامر الذي يدلل على أن المستهدف هو عقاب الأشخاص وليس ترسيخ المباديء.عندما تبدأ مطاردة الاعلاميين والقنوات الفضائية من خلال أشخاص ليسوا ببعيدين عن الشبهات كتوفيق عكاشة وقناة الفراعين، يضحك الاعلاميون والحقوقيون ويتندرون بما وقع على عكاشة من عقاب، ثم يتحول الضحك الى غصة عندما ينال المتربصون أيضا من قنوات مثل دريم واون تي في واعلاميين مثل وائل الابراشي ومحمود سعد وريم ماجد وجيهان منصور ودينا عبدالرحمن. وتصبح وقتها الملاحقات القضائية للاعلاميين وغلق القنوات الفضائية ومنع بثها عملا مستهجنا. فقانون زينب يسمح أن تكون الملاحقة محمودة ضد عكاشة ولا يسمح بملاحقة من عداه من الاعلاميين.لماذا يثور الرأي العام لأن الشيخ احمد المحلاوي قد تعرض لاعتداء وحطمت سيارته رغم أن الشهر نفسه والمدينة نفسها –الاسكندرية- شهدت ضرب وتحطيم سيارة كل من أبو العز الحريري الناشط اليساري المعروف وكذلك صبحي صالح القيادي بالاخوان المسلمين. اذن هو الانتصار للأشخاص وليس الانحياز الى مبدأ.بأي حق يدين اعلام الاسلاميين غلق المتظاهرين لمجمع التحرير لبضع ساعات بينما هم يحاصرون المحكمة الدستورية العليا منذ أسابيع وكذلك حصارهم الشهير لمدينة الانتاج الاعلامي بما صاحبه من حفلات (باربي كيو) للحوم مسروقة وبناء مراحيض عمومية في حديقة المدينة.لذا فالاعتداء على المستشار أحمد الزند ليلة الاحد الماضي والذي قوبل بالضحك والاستهجان وكلام من نوعية أنه قاض فلول الى آخر هذا الكلام, يجعلني أذكركم باحتمال قوي ان يتعرض رجال قضاء لا يختلف على نزاهتهم مثل المستشار هشام البسطاويسي او المستشار حسام عيسى الى اعتداء مماثل. أتثورون وتغضبون وقتها وتصدعون رؤسنا عن قدسية القضاء وحرمة رجاله؟ او تستطيعون استنكار الاعتداء على هؤلاء بعد أن رحبتم وسخرتم من الاعتداء على المستشار الزند وشماتتكم ضده.كفوا عن التشدق بالمباديء وكونوا شجعانا بمايكفي لتعلنوا انحيازكم الى جماعة او تيار أو شخص تقومون بتفصيل كل شيء على مقاسه.لا تصدعونا بالحديث عن المباديء لأننا لسنا صغارا ولا عميانا..ومن كان في قلبه وضميره ذرة من شرف فلينتصر للمباديء لا لأصدقائه ورفقاء طريقه.

التعليقات