كتاب 11

11:41 صباحًا EET

الشيطان الأكبر أم الحبيب الأول؟

أثبتت الأيام والأحداث أن الإرهاب ليس مجرد تنظيم أو تجمع من الميليشيات والعصابات، ولكنه مخطط دولى يسعى إليه عدد من الدول بالتعاون مع أنظمة

معينة ومع أجهزة مخابرات فى المنطقة باستخدام أدوات الضغط والتهديد والحصار لخلط الأوراق للاستفادة السابقة من فساد واهتراء أو انتهاء صلاحيات حكام فى المنطقة العربية، بهدف تقسيم دول وتغيير هوية وتفتيت قوميات وانتماءات والابتزاز للأمن والاستقرار..

ويتوقف الإنقاذ والعبور من هذا المخطط على مقايضات واتفاقات قد تتم من تحت الطاولة بينهم غير ما يظهر على سطحها.. آخرها الاتفاق الإيرانى الأمريكى الذى كسر فيه النظام الفارسى عزلته وأعطاه دفعة اقتصادية وسياسية للتمدد والتوسع لتحقيق الطموح الفارسى، بعد أن ساندت هذه الثورات على حساب مصالحها السياسية فقط.. فنجد أنها قدمت الدعم الإرهابى والمادى لعدد من الدول العربية التى تختلف مع أنظمتها. شاهدنا الدعم مع الإخوان ضد التوريث ونظام مبارك من جهة، والدفاع فى نفس الوقت عن التوريث ونظام بشار فى الشام من جهة أخرى. إذن الأهم لمن يفتح الباب لتمددها الفارسى وتصدير الثورة كما ينص الدستور الإيرانى..

وليس قصة مبادئ سياسية وثورات ومذاهب إسلامية..؟؟!!! ولأن أمريكا هى نفسها التى كانت بالنسبة لإيران الشيطان الأكبر أصبحت اليوم الحبيب الأول.. عجبى!!! إذن هم الفرس مَن حصدوا الكثير، وإدارة أوباما تقدمت بالمستحيل.. ويبقى هم العرب وحدهم الخاسرين.. فالآن تبحث إدارة أوباما لتسويق دور إيرانى جديد فى حل أزمات العراق وسوريا ولبنان التى تسيطر عليها إيران منذ سنوات.. ويبقى لنا بعد أن اكتمل الهلال الشيعى، فقد نجد ممثلاً من نظام الملالى على طاولة المفاوضات للحل فى اليمن، ولا نستبعد أيضا أن نجد مكانا لها بجوار حماس فى ملف التسوية الفلسطينية.. وأصبحت هى تتحكم من خلال عملائها بتهديد البحر المتوسط من الحدود السورية واللبنانية وغزة..

وتتحكم فى استقرار البحر الأحمر من خلال الحوثيين فى اليمن، لذلك كان هذا رد الفعل من الحلف العربى السعودى المصرى صباحية الاتفاق بتحرير عدن واستعادة السيطرة على المطار والميناء، وجدنا الرد بعدد من العمليات الإرهابية فى الرياض وسيناء وعلى البحرية المصرية من جهة وعلى إحدى القواعد الأمريكية، لذلك إنقاذ مصر والدول العربية من هذا المخطط هو التوسع فى الأدوار السياسية ودعم الدول والشعوب العربية ضد التمدد الإيرانى عن طريق ما تقدمه من مال وتدريب لميليشيات مسلحة أو بناء حلفاء لها من مسؤولين ومندوبين لها فى الدول أو الإعلام أو بالتشكيك فى الوعى والانتماء الوطنى والعربى. عليكم يا حكام بالاستعراض أمام هذا الاتفاق بتوسيع التحرك والمشاركة الخارجية لتحديد مساحات التحرك الإيرانى كما فعلنا فى تحرير عدن والمشاركة فى ملف الحل فى ليبيا وسوريا ولبنان وعدم الاكتفاء بالمتابعة والعتاب على الأمريكان.. لأن إيران وتركيا وقطر مع مظلة الأمريكان تبحث عن تحجيم عدد من الدول العربية لحساب أدوارها المستقبلية فى المنطقة، والمستفيد دائما معها أولا إسرائيل.

التعليقات