كتاب 11

11:03 صباحًا EET

لله دركن يا أمهات الشهداء

الشهداء أبناء الوطن البررة، أخلصوا وصدقوا وقرنوا القول بالعمل، وقدموا أرواحهم رخيصة تلبية لنداء الواجب؛ فلا حب يفوق حب الوطن.

أمهاتهم يفخرن بأبناء أرضعنهم الوفاء والولاء، وربينهم وهم صغار على التضحية والفداء.. لله دركن من أمهات.

من رأس الخيمة إلى الشارقة مروراً بالعين، ثم دبي؛ يشيع الوطن شهداءه إلى مثواهم الأخير في جنائز رسمية شعبية مهيبة، جابت رائحتها الزكية الأرجاء، وعم الحزن الممزوج بالفخر والثبات على الحق كل البيوت، والقلوب قبل الألسن تردد الشحي وآل علي والكعبي والفلاسي.

الجميع على استعداد لأن يضحي بالنفيس في سبيل الوطن، في جهاد نعرف دوماً موقعه وتوقيته.

أبناء الوطن مستعدون للاستشهاد في سبيله والذود عن حياضه، ومثلهم أمهات عظيمات أعددن أنفسهن وأبناءهن لمثل هذه اللحظات، لحظة يتلقين فيها نبأ رحيل فلذات الأكباد وفراق يعز عليهن، لكن تهون كل الأحزان وتصغر كل الآلام عند عظمة العطاء للوطن، وعند قيمة الشهادة عند رب العالمين قبل كل شيء.

عطاء يصغر أمامه أي عطاء، وصبر تتجلى فيه كل معاني الحب والعز لوطن الأحرار، وقيادة لها من كل إماراتي كبيراً كان أم صغيراً حب وولاء. ولا أصدق هنا من ذكر كلمات صاغها شاعرنا علي الخوار في رثاء الشهداء وهو يقول:

لاجل الشرف والعز لاجل الفضيلة

كل يحط الروح في راحة الدار..

هذي إمارات الوفا وعيالها أحرار من نقوة أحرار ..

كل واحد فيها يساوي قبيلة

غالي.. ولكنه يسوم الأعمار

يولد كبير وكل معنى يشيله

والشعب بأطفاله وكباره.. كبار

نعم الطفل يولد هنا كبيراً، بوطنه وبما يتربى عليه من أخلاق في صون بلاده والحفاظ عليها والذود عن حياضها، كبير بما يرضع من صدر أمه، ليس هو الحليب فقط، بل بما يتلقاه منها منذ النشأة الأولى من وطنية وشرف أيضاً.

التعليقات