مصر الكبرى

01:28 صباحًا EET

الطريق

توقف فجأة عند سماعه تلك الكلمات التي قالتها له، بهت وتفاجأ فلم يكن يتوقع ان تكون قررت ان تتركه يستمر في طريقه وحده لهذا السبب، نظر خلفه لأول مرة منذ بدأ السير في هذا الطريق ووجد انها تملك الحق في المفاجأة فعلا فمنذ بدأ سيره في هذا الطريق لم ينظر خلفه ولو لمرة واحدةدقق النظر وتذكر كل شيء فجأة، تذكر كيف بدأ السير في هذا الطريق خطواته الاولى فيه وكيف كان يراه طويلا جدا بلا نهاية، كيف بدأ السير فيه مع رفاقه، وكيف تغيرت الوجوه على طول السير، فمنهم من لم يستطع الاستمرار لأنه اختلف معه في وجهة النظر، ومنهم من تركه ليسلك طريق اخر لم يكن يتوافق مع هذا الطريق الذي يسلكه هو، ومنهم من تقاطع طريقه معه ومنهم من قطع هوعليهم طريقهم فكان عليه ان يرافقهم بحكم الظروفتذكر ايضا الانحناءات والانحرافات التي سلكها اثناء سيره من وقت الى اخر تلك الطرقات التي سلكها حتى وصل الى هذه النقطة تمنى لحظتها لو انه عاد ليسلك طرق اخرى لكنه وجد يدا خفيه تدفعه دفعا لإستكمال هذا الطريق حيث لم يكن مسموحا الرجوع ابدا ولكن عليه فقط الاستمرار والسير الى الامام، لم يستمر معه سوى القليلين الذي لم يكن من السهل ان يسلك طريقه دونهم فمرافقته لهم كانت مفروضه عليه فرضا ولم يكن يستطيع الاستمرار دون وجودهم.فكر قليلا ووجد انه ما كان ليقابلها لو انه غير مساره هذا فقد قابلها هي في منتصف هذا الطريق وقرر ان يكمله معها حتى النهاية ولم يفكر ابدا ان الجزء الذي كان قد قطعه من الطريق سيكون هو سبب افتراقه عنها، نعم كان هناك بعض الاختيارات الخاطئة وايضا كان هناك بعض رفاق الطريق الذين ندم على مرافقتهم له في جزء منه ولكنه كان يتمنى لو انها نظرت الى الجزء المتبقى من الطريق.لماذا لم تفكر هي ان وجودها قد يساعده في هذا الجزء المتبقى على سلوك الطرق الصحيحة؟؟ او حتى لماذا لم تفكر في ان ترسم معه طريقا جديدا يسيران فيه معا بدلا من هذا الطريق الذي كانا يسيران فيه بالفعل؟؟ لماذا لم تفكر ان كل المسافة التي قطعها كانت هي السبب في قرارها الاول في استكمال السير معه، فتلك المسافة التي قطعها وتلك المسارات التي اتخذها وهذه القرارات البسيطة بالانحراف عن الطريق احيانا كانت هي السبب في وصوله الى تلك النقطة التي قابلها عندهاوعلى قدر حزنه بسبب قرارها بالافتراق وعدم اكمال سيرها معه في طريقه كان هناك ايمان عميق بأنه سيقابل من ترضى استكمال الطريق معه بكل اجزائه السابق منها والمتبقي وعندما توصل الى هذه القناعة ولى وجهة ناحية الغروب واكمل سيره منتظرا ان يقابل تلك الفتاة التي ستقبل طريقه باستقامته وانحرافاته، بحاضره وماضيه، فهي فقط من سيكمل معها الجزء الباقي من الطريق.

التعليقات