كتاب 11

04:25 مساءً EET

الارهاب له جذور..

حظيت زيارة اعضاء اللجنة الامريكية اليهودية لمصر مؤخرا ولقائها بالرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء ووزير الخارجية سامح شكري باهمية بالغة واهتمام بارز في صدر الصحف ووسائل الاعلام المسموعة والمرئية ودوائر التحليل السياسي في مصر والمنطقة والولايات المتحدة ..وقد نبعت هذه الاهمية من التصريحات الهامة التي اطلقها الرئيس السيسي عقب لقائه مع اعضاء اللجنة وتشديدة علي ان عدم ايجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وفقا لمبدا حل الدولتين طيلة هذه العقود كان رافدا اساسيا للارهاب والتطرف في المنطقة .

ولا يخفي علي احد انه ومنذ قدوم العصابات الصهيونية الي ارض فسطين العربية عام 1948 وما طرا بعد ذلك من فشل النظام العربي في هذا التوقيت من فعل شئ حقيقي يحول دون استئثار هذه العصابات المدعومة بريطانيا ودوليا وامميا في هذا الزمن الغابر بارضنا المقدسة التي سموها بارض الميعاد واختلاق اساطير مزعومة فندها لاحقا روجية جارودي المفكر والفيلسوف الفرنسي الذي عوقب بعد ذلك علي جراته وفشل الانظمة العربية المتتالية علي ايجاد حل لهذه المشكلة وصولا الي فشل المشروع المصري العربي الناصري كمشروع قومي وحيد –في ذلك الوقت-للتعامل مع هذا السرطان الذي زرع في الجسد العربي ووصولا لحرب 67 التي عقدت الامور فوق ما لا ينبغي واسهمت –حتي اليوم-في مشكلات لم يستطع الابداع السياسي العربي ان يفك طلاسمها باستثناء ما فعلتة مصر من انتصار مدوي في حرب اكتوبر ساعدها علي استرداد اراضيها عبر مفاوضات مثمرة لم يقبلها العرب في هذا التوقيت علي الرغم من انها كانت اكثر الحلول ابداعا واقربها تحقيقا نظرا للاستفحال الخطر الاسرائيلي عقب النكسة .

كان هذا الحدث اول الاحداث المزلزلة في منطقة الشرق الاوسط واكثرها افرازا للمقاومة التي تحولت للاسف الي الارهاب بعد احتضانها من قبل الاصولية التي ازداد تاثيرها في المحيط العام .ثم جاءت اللطمة الاخري او الحدث المزلزل الاخر الذي لا يقل خطورة وهو الغزو الامريكي للعراق عام 2003 وما اعقبة من انفلات حيث فتحت ابواب الجحيم علي المنطقة وبدات الطائفية والمذهبية في التكاثر حتي بدات المنطقة الان في التفتت واصبحت بجانب انها مصدر للطاقة وانفط في العالم الي مصدر للارهاب والتطرف .

لذا فان زيارة وفد اللجنة الامريكية اليهودية لمصر قد حمل باتهام مبطن وواضح في نفس الوقت للادارات الامريكية المتتالية بانها هي السبب في تازم الموقف من القضية الفلسطينية اولا ثم خلق بيئة اخري مولدة للارهاب واتطرق والتحزب والخراب باحتلالها العراق …ولعل الرسالة قد وصلت ..

التعليقات