آراء حرة

11:55 صباحًا EET

عبدالناصر محمد يكتب: الأقصر وأسوان.. إلى أين ؟

محافظتي الأقصر وأسوان الأكثر تضررأ من تراجع السياحة لأن النظام البائد حصر تلك المحافظتين الهامتين برحلات الأقصر وأسوان السياحية .. (  رايح جاي ) ولم تمتد يد القيادات السابقة إلى تنويع الأنشطة الإقتصادية الهامة التي تعج بها تلك المحافظات ورغم ما بهما من موارد تكفي وحدها لإخراج مصر من أزماتها الحالية.

وأخشى ما أخشاه أن تسيير القيادات الحالية على نفس النهج البائد فتضيع تلك المحافظات خاصة إذ علمنا أن السياحة في الأقصر وأسوان في حالة ثبات تام

وهذا ما صرح به رئيس غرفة السياحة بالإقصر حيث أكد ان السياحة في الأقصر تحتضر وخسائرنا تجاوزت المليارات وهذا استتبع بالضرورة تسريح العمالة المؤقتة وتأخر مرتبات العمالة الثابتة فإلى متى تظل هاتين المحافظتين تعاني البطالة ومن قبل سؤ الإدارة

وفي بحثي عن موارد الأقصر وأسوان فوجئت أولاً بأن المعلومات المتاحة تقتصر على الموارد السياحية فقط وقليل من المعلومات عن مواردها المتنوعة التي تستطيع تحقيق رواج إقتصادي غير مسبوق لمصر 

ان الدولة أهملت تلك المحافظتين وظلت مهملتين مما ادى الى افقارهما كلية لعدم اهتمام نوابه بتنميتهما وتركوا الصعيد ( الجواني ) خالياً من أي نوع من أنواع التنمية الحقيقية  فلا نجد مشروعات للصرف الصحي او الاسكان الا نادراً ولا يوجد اشباع لاحتياجات المواطن الصعيدي

 و ان عدد الفقراء بالأقصر وأسوان ليس بالقليل ولم تستطع القيادات  تلبية احتياجات الفقراء الاساسية كل هذا الإهمال يدل على بشاعة وضع الصعايدة عامة والصعيد الجواني خاصة  الذي يتطلب معه تحرك سريع لإنقاذه من غيابات الفقر والجوع والبطالة

عاني كل الصعيد التهميش الكامل فاختفت فرص العمل والموارد وافتقر للخدمات والبنية التحتية مما ضاعف احساس الاهالي بانهم مواطنون من الدرجة الثانية وعمق الاحساس بالتدني

وعلى الرغم من امتلاك الصعيد إلى اراضي زراعية ممتازة الا انها تفتقر للري والصرف الصحي والبنية الاساسية وتضاؤل فرص العمل مما عمق المعاناة وتسبب ذلك في انتشار افكار الثأر والجهل

وأرى ان فاتورة اصلاح الصعيد عامة تصل الى نحو تريليون جنيه ومن الممكن تدبير هذه التكاليف  لو احسن استغلال موارده التي تستطيع انتشال مصر من أزماته الإقتصادية

هنالك محاولات من محاافظ الأقصر الحالي لتنوع اقتصاديات المحافظ وكذلك محافظ اسوان عن طريق طرح مشروعات اقتصادية متنوعة زراعية وصناعية وطاقة وايضا سياحية لحل أزمات الصعيد في التنمية الإقتصادية والإجتماعية

لكن أخشى ما أخشاه انه عندما يتم طرح تلك المشاريع على رجال أعمالنا يتعاملوا مع هذا الموضع بإستخفاف وعدم جدية

 خاصة وان تجاربهم السابقة في مشروعات التنميىة بالصعيد كمشاريع توشكى والعوينات وغيرهما أثبتت ان تصريحا المسؤلين ورجال الأعمال كانت للشو الإعلامي فقط ولم تصل لأرض الواقع

وأخيراً ان افكار الطبقية والقبلية تسيطر على الفكر الصعيدي وكانت نوعاً للسيطرة عليه واخضاعه سياسياً وكلما اقتربت الانتخابات يتم التلويح بفكرة القضاء على مشاكل الصعيد وتنميته ولكن المحصلة كانت كلام في الهواء

ان كل الحكومات السابقة تحدثت عن تنمية الصعيد لكن في النهاية لا توجد جهود ملحوظة في هذا الشأن

والمطلوب الاسراع في حل مشاكل الصعيد وحسن استغلال موارده 

كما أطالب بضرورة إبرام عقود حقيقية مع المستثمرين قابلة للتطبيق وضرورة متابعة تلك المشروعات ومدى تنفيذها على أراضي الصعيد والتأكد من عدم مخالفة تلك العقود للقوانين فنحن الصعايدة لا نريد توشكى أخرى نريدها تنمية حقيقية

التعليقات